سلطان فادن
لسنوات طويلة لم يتم إنتاج فيلم عن وحش فرانكشتاين، حتى تقريبا تناسَت الأجيال قصة هذا الوحش.
فيلم «فرانكشتاين» «Frankenstein» إنتاج أميركي عام 2025، من نوعية خيال علمي قوطي «Gothic»، من إنتاج وكتابة وإخراج المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، وهو فيلم مقتبس من رواية الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي التي صدرت عام 1818، وتُعد من أولى الروايات التي تناولت الخيال العلمي.
الفيلم من بطولة الممثل الأميركي أوسكار إسحاق في دور العالم فيكتور فرانكشتاين، والأسترالي الشاب جاكوب إلوردي في دور المخلوق أو الوحش. تتبع القصة حياة فرانكشتاين، وهو عالم أناني تؤدي تجربته في تجميع مخلوق جديد إلى عواقب وخيمة.
المخرج المخضرم ديل تورو غوميز هو مخرج أفلام ومؤلف وفنان مكسيكي. اتسمت أعماله بارتباط قوي بالحكايات الخرافية والقوطية والرعب، وغالبًا ما يمزج بين الأنواع «Genre» من الأفلام، مع غرس الجمال البصري أو الشعري في الغرابة. لطالما كان لديه شغف مدى الحياة بالوحوش، التي يعتبرها رموزًا للقوة العظمى، والتي ظهرت تقريبًا في جميع أفلامه. وهو معروف بريادته في مجال الخيال المظلم في صناعة السينما واستخدامه للصور الدينية، وموضوعاته عن الكاثوليكية، والاحتفاء بالعيوب، وزخارف العالم السفلي، والمؤثرات الخاصة العملية، والإضاءة الكهرمانية المتسيدة.
أهم أفلامه: «Blade II» ، «Hellboy 1 & 2» ، «Pan’s Labyrinth» ، «The Shape of Water».
علمًا أن عمل فيلم عن فرانكشتاين كان دائمًا حلم عمر المخرج ديل تورو.
الفيلم بشكل عام مقسّم إلى جزأين رئيسيين: الجزء الأول «المعروف» في رحلة العالم الفاجر فرانكشتاين ورغبته في العظمة لتجميع مخلوق بطريقته. الجزء الثاني يتحدث عن رحلة المخلوق بعد ابتعاده عن فرانكشتاين. هذا التحول في منتصف القصة في الفيلم إلى منظور الوحش يوسّع السرد بشكل فعال ويعزز جوهره العاطفي، وهذا الجزء يُعتبر مستحدثًا لم يتم تداوله في جميع أفلام فرانكشتاين السابقة.
في الجزء الأول يظهر ديل تورو السلوكيات اللاإنسانية والجشعة لدى العالم فرانكشتاين. ثم يسلط الضوء في الجزء التالي على تطور المشاعر الإنسانية لدى الوحش. وهي مساحة تعكس اهتمام ديل تورو بالمجروحين والمخلوقات المهجورة، باعتباره الجزء الذي يُجسد بأكبر قدر من الفعالية المأساوية للرواية.
باقي القصة جاء ملتزمًا بما جاء في رواية ماري شيلي.
التأكيد على التصميم البصري والسمعي للفيلم بدا واضحًا في لوحة الألوان، والديكورات، وتصميم الإنتاج ذات الأجواء المميزة.
وظهر بشكل متوازٍ مع العمل البصري موسيقى تصويرية شاملة من الفرنسي ألكسندر ديسبلات — باعتباره عنصرًا أساسيًا في التأثير — واكبت التحول في السرد.
أداء أوسكار إسحاق كان ممتازًا في دور العالم فرانكشتاين، بينما أشاد النقاد بدور جاكوب إلوردي في دور الوحش، غالبًا لأنها المرة الأولى التي تُعطى فيها هذه المساحة لهذه الرواية.
الفيلم أداؤه ممتاز على شباك التذاكر «إنتاج ١٢٠ مليون دولار، وعائدات تجاوزت ٤٨٠ مليون دولار».
التقييم: 7.5/10. مناسب للكبار فقط للفكرة الرئيسية في عملية الخلق، والتي تحتاج جمهورًا أكثر وعيًا.
