Phuong Le
يُذكّرنا الفيلم الأول لإيزابيل باجلياي، والذي يشبه الحكايات الخرافية المظلمة، بعدد لا يحصى من العتبات، متأرجحًا في مكان ما بين الوثائقي والخيال، الحلم والواقع. لويز، الشابة التي تتوسط هذا الفيلم الآسر، هي سراب لشخصية؛ تُقدَّم في أجزاء متفرقة، فنسمع أولًا رثاءها المترنّم على خلفية شاشة مظلمة. يتبع ذلك لقطات مقربة لدفتر أصفر، حيث تفيض مخاوفها ورغباتها في كل صفحة، بينما يقرأها رجل غامض غير مرئي.
عندما تظهر لويز أخيرًا على الشاشة، تتكشف حياتها اليومية عبر حلقات تبدو عادية بشكل خادع. من خلال هذه التسلسلات، تبني باجلياي توترًا آسرًا بين سكون التكوينات ونفسية لويز المضطربة. غالبًا ما تُرى في الظلام، ووجهها مضاء بوهج أجهزة الشاشات المختلفة التي تومض بلقطات من الأغاني ومشاهد الأفلام. يتخذ هذا الطوفان الافتراضي من المواد السمعية البصرية شكلًا حرفيًا وكأنه سحر، فنرى لويز خارج غرفتها وإلى الغابة. هناك، تلتقي توماس، الراوي الذكر الذي يظهر صوته في بداية الفيلم. في إحدى اللحظات، تكون لويز غارقة جزئيًا في بركة مضاءة بضوء القمر، أوفيليا عصرية جرفتها تخيلات لم تتحقق.
على النقيض من هذا المزاج الكئيب، فإن أسلوب باجلياي البصري انتقائي ومثير بشكل مدهش. فالمزيج من اللقطات الثابتة الشبيهة باللوحات الفنية واللقطات المصوّرة باليد ذات الجودة المنخفضة يعكس حالة من الشلل العاطفي. عندما تتحدث لويز عن اعتداء عنيف ربما وقع أو لم يقع، تكون قصتها مصحوبة بسلسلة متتالية ومربكة من الصور حيث تتشوه الأشكال البشرية بشكل بشع. لكن نبرتها، مع ذلك، منفصلة تمامًا كما هي عندما تصف عاداتها في الاستمناء؛ وحقيقة أن الصور ربما تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تزيد من تأكيد عزلتها. في هذا العصر من التشتت المستمر، حتى عالم الخيال والذاكرة ليس بمنأى عن تدخل التكنولوجيا.
المصدر: The Guardian
