سوليوود «متابعات»
أعلنت شركة «نتفليكس» تعيين شركة الاستشارات المالية الأميركية «Moelis & Co» لدراسة مدى جدوى تقديم عرض استحواذ على شركة «وارنر براذرز ديسكوفري»، في خطوة تمثّل تحوّطًا استراتيجيًا في سوق البثّ والسينما العالمي.
تشير المعلومات إلى أنّ «نتفليكس» تسعى لتقييم إمكان السيطرة على استوديوهات «وارنر براذرز» والمنصّات التابعة لها، عبر الاستعانة بـ«مويلس» كمستشار مالي مستقل.
هذه الخطوة تأتي وسط بيئة اندماجات وتحولات ضخمة في قطاع الترفيه العالمي، وتشير إلى رغبة «نتفليكس» في التحوّل من صانع محتوى إلى لاعب أكبر في التصنيع والتوزيع.
الواقع الراهن
تقوم «نتفليكس» بمراجعة بيانات مالية وعمليات تشغيلية لشركة «وارنر براذرز ديسكوفري»، وقد حصلت على «قاعدة بيانات» تحتوي معلومات حول الإيرادات والأصول، ما يمنحها قدرة على تحليل المخاطر والعوائد بدقة أكبر.
إلا أنّ العرض الرسمي لم يُطرح بعد، وتظلّ الصفقة في مرحلة أوليّة من الفحص المالي والاستراتيجي.
ولم تصدر «وارنر براذرز» أي تعليق رسمي حتى الآن، كما لم تؤكّد «مويلس» أو «نتفليكس» التفاصيل علنًا.
دوافع الصفقة المحتملة
أحد أبرز الدوافع هو تمكين «نتفليكس» من الحصول على مكتبة محتوى ضخمة من إنتاج «وارنر»، تضمّ أفلامًا وسلاسل تلفزيونية شهيرة، ما يعزّز موقعها التنافسي أمام المنصّات الكبرى.
كما أنّ الاستحواذ قد يمنحها قدرة على التوسّع في الإنتاج السينمائي والتوزيع العالمي، إضافة إلى دمج بيانات المستخدمين وتحسين أدوات التخصيص والتحليل.
في الوقت ذاته، يسعى قطاع الترفيه إلى تحقيق كفاءة أكبر وخفض التكاليف التشغيلية، وهو ما يمكن أن يخلق مزايا اقتصاديّة مستدامة.
التحدّيات والعقبات
تواجه الصفقة المحتملة تحدّيات تنظيميّة كبيرة، خصوصًا في الولايات المتحدة، حيث تشدّد السلطات على مراقبة التكتّلات الإعلامية الكبرى.
كذلك يُعدّ الدمج بين شركتين كبيرتين ثقافيًا وتقنيًا تحدّيًا في التنفيذ، سواء على مستوى الإدارة أو الحوكمة.
ومن الناحية المالية، قد تحتاج «نتفليكس» إلى تمويل ضخم أو شراكات استثمارية لتغطية تكاليف الاستحواذ، ما يزيد من المخاطر المرتبطة بالدين والائتمان.
ما الذي سيحدث قريبًا؟
من المتوقّع أن تواصل «نتفليكس» مرحلة التقييم المالي والفني لشركة «وارنر براذرز»، مع تحديد نطاق الأصول التي قد تستهدفها، سواء عبر استحواذ كامل أو جزئي يشمل الاستوديوهات ومنصّات البثّ فقط.
كما يُحتمل أن تواجه منافسة من شركات أخرى مهتمة بالاستحواذ، ما قد يؤدّي إلى منافسة شرسة على أصول «وارنر».
ورغم الزخم الإعلامي الكبير، يبقى تحديد موعد نهائي لأي صفقة أمرًا مبكرًا، إذ ما زالت الإجراءات في طور الدراسة والمشاورات الأوليّة.
باختصار، تسعى «نتفليكس» إلى خطوة استراتيجيّة كبرى نحو تعزيز نفوذها في صناعة الترفيه العالمي، غير أنّ النجاح في تنفيذ الصفقة يعتمد على قدرتها في تجاوز التحدّيات التنظيميّة والمالية، وتحقيق توازن دقيق بين التوسّع والسيطرة.

