سوليوود «خاص»
يُعدّ «التوازي السردي» من أبرز الأساليب السينمائية التي تمنح القصة عمقًا وتنوعًا دراميًا، إذ يُتيح للكاتب والمخرج رواية أكثر من حكاية في وقتٍ واحد، تتقاطع خطوطها في نقطة معنوية أو زمنية واحدة، لتكشف عن رؤية شاملة تجمع بين الاختلاف والتكامل في آنٍ واحد.
تعدد الأصوات وتوحّد الرسالة
يقوم التوازي السردي على مبدأ بناء أكثر من خط درامي يسير بشكل متزامن، حيث تنتمي كل حكاية لشخصيات ومواقع وأحداث مختلفة، لكن يجمعها موضوع أو شعور أو قدرٌ مشترك. هذا البناء يمنح المشاهد تجربة أكثر تشويقًا، إذ ينتقل ذهنيًا بين العوالم دون أن يفقد الخيط الرابط بينها.
أداة لتكثيف المعنى
يُستخدم هذا الأسلوب ليس لمجرد التنويع السردي، بل لخلق مقارنة أو تضاد بين الشخصيات والمصائر. فمشهد لطفلٍ يضحك في أحد الخطوط قد يتوازى مع آخر يبكي في خطٍ موازٍ، ليُكوّنا معًا صورة فلسفية أعمق عن العدالة أو القدر أو الفوارق الإنسانية.
بناء بصري وسردي متقن
ينعكس التوازي السردي أيضًا في المونتاج، حيث تُرتّب اللقطات لتنتقل بسلاسة بين الخطوط المختلفة، فيصبح الإيقاع أداة لربط العوالم وتكثيف المعنى. وعندما ينجح المخرج في ضبط التوازن بين تلك القصص، تتحول التجربة إلى لوحة متكاملة تحكي ما وراء الحوار والصورة.
حضور عالمي في السينما الحديثة
برز هذا الأسلوب في أفلام عالمية جعلت من التوازي السردي محورًا لبنائها الفني، ليُثبت أن السينما قادرة على الجمع بين قصص البشر في نسيج بصري واحد.
أمثلة شهيرة عن «التوازي السردي» في السينما
«Babel»
استخدم المخرج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو أسلوب التوازي السردي لربط أربع قصص تدور في بلدان مختلفة المغرب، اليابان، المكسيك، والولايات المتحدة، لتكشف عن أثر حدثٍ واحد على مصائر شخصيات متباعدة جغرافيًا.
الفيلم الصادر عام 2006، من بطولة: براد بيت، وكيت بلانشيت، وريكو كيكوشي؛ ومن إخراج: أليخاندرو غونزاليس إيناريتو.
«Crash»
ينسج المخرج بول هاغيس عدة خطوط درامية لأشخاص يعيشون في لوس أنجلوس، تلتقي قصصهم عبر مواقف عنصرية وإنسانية تكشف هشاشة العلاقات البشرية.
الفيلم الصادر عام 2004، من بطولة: دون تشيدل، وساندرا بولوك، ومات ديلون؛ ومن إخراج: بول هاجيس.


