سوليوود «متابعات»
عبّرت «زيلدا ويليامز»، ابنة الممثل الأميركي الراحل «روبن ويليامز»، عن استيائها من المقاطع المصنوعة بالذكاء الاصطناعي التي تُحاكي صوت وصورة والدها، وذلك في رسالة مؤثرة عبر «إنستجرام»، معتبرةً أنها تُشوّه إرثه الإنساني والفني وتُحوّله إلى محتوى مصطنع مبتذل.
نداء مؤثر عبر «إنستغرام»
طالبت زيلدا متابعيها بالتوقف عن مشاركة هذه المقاطع أو إرسالها إليها، مؤكدةً أنها تشعر بالألم لرؤية والدها يُقدَّم بشكلٍ آلي خالٍ من الروح. وقالت: «رجاءً، توقفوا عن إرسال مقاطع والدي المصنوعة بالذكاء الاصطناعي، من المؤلم أن أرى إرث أشخاص حقيقيين يُختزل في شيء يُرى ويُسمع كأنه هم، فقط من أجل مشاهدات على تيك توك».
وأضافت أن ما يحدث يُعدّ انتهاكًا صارخًا لإنسانية الفنانين الراحلين، مشبّهةً تلك المقاطع بـ«نقانق رقمية معالجة أكثر من اللازم مصنوعة من حياة البشر»، في إشارةٍ إلى الاستغلال المفرط لشخصياتهم دون إذن أو احترام لذكراهم.

معاناة متكرّرة منذ رحيل والدها
ذكرت زيلدا أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها هذا النوع من الإزعاج. ففي عام 2020، كتبت في ذكرى وفاة والدها أنها تشعر أحيانًا وكأنها «نُصُب تذكاري على جانب الطريق»، يترك الناس عنده كلماتهم ثم يرحلون، تاركينها غارقةً تحت أكوام من ذكريات الآخرين بدلًا من أن تتعايش مع ذكرياتها الخاصة.
إرث فني خالد
يُعدّ روبن ويليامز أحد أبرز نجوم الكوميديا في هوليوود، جمع بين الذكاء الحاد والقدرة على لمس المشاعر الإنسانية العميقة. ومن أشهر أعماله «Good Will Hunting» و«Dead Poets Society»، وهما من الأفلام التي خلدت اسمه في تاريخ السينما الأميركية.
رحل ويليامز عام 2014، لكنه ما زال حاضرًا في وجدان الملايين حول العالم، وهو ما جعل محاولات «إعادة إحيائه» رقميًا تثير غضب أسرته.
تحذير مبكر من خطورة الظاهرة
في عام 2023، وجّهت زيلدا تحذيرًا واضحًا من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة تمثيل الممثلين الراحلين. وقالت إنها سمعت بنفسها أصواتًا مزيفة تُقلّد والدها بدقّة وتُستخدم لقول ما لا يمتّ له بصلة. وأكدت أن القضية لا تتعلق فقط بمشاعرها الشخصية، بل تمسّ مبادئ أخلاقية وإنسانية عميقة.
وأوضحت أن استخدام أصوات وصور الفنانين الراحلين دون موافقة يُشكّل انتهاكًا صريحًا لحقوقهم ولذاكرتهم الإنسانية، داعيةً إلى وضع ضوابط قانونية واضحة تُنظّم هذا المجال المتسارع.
الفن بين الأصالة والاصطناع
تعكس تصريحات زيلدا جدلاً عالميًا متصاعدًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن والإنتاج المرئي. فبينما يرى البعض في هذه التقنية وسيلةً للحفاظ على التراث، يراها آخرون خطرًا على هوية المبدعين وخصوصيتهم، خصوصًا حين تُستخدم دون إذن أو احترام.
تُذكّرنا كلماتها بأن الفن الحقيقي ينبع من الإنسان، لا من الخوارزمية، وأن الحفاظ على أصالة الإبداع مسؤولية جماعية تتجاوز حدود التقنية.