مراجعة فيلم «Deaf».. سينما متعاطفة لأم صماء تكافح من أجل تربية طفل
Leslie Felperin
كتاب «Far from the Tree» الرائع للكاتب أندرو سولومون، وهو كتاب غير خيالي يتناول تربية الأطفال المختلفين عن الآباء، يقدم تمييزًا مفيدًا بين الهويات العمودية والأفقية، الهويات العمودية هي الموروثة، مثل اسم العائلة، أو الانتماء العرقي، أو الجنسية؛ أما الهويات الأفقية فهي الصفات التي تحددنا والتي قد لا يكون للوالدين أي علاقة بها، مثل القرابة التي يشعر بها المصابون بالتوحد تجاه بعضهم البعض، أو أن يكون الشخص أصمًا.
فيلم «Deaf»، وهو فيلم باللغة الإسبانية من إخراج إيفا ليبرتاد وبطولة ميريام جارلو (الأخت الصماء للمخرجة ليبرتاد)، يقدم توضيحًا خياليًا شبه مثالي للتوتر بين الهويات العمودية والأفقية داخل عائلة نووية حديثة التكوين. أنجيلا (جارلو)، وهي فنانة خزف محترفة، صماء ومتزوجة من هيكتور، وهو مزارع يسمع، ويتواصل الاثنان في الغالب بلغة الإشارة. بمجرد اكتشافهما حمل أنجيلا تقريبًا، تظهر شقوق صغيرة في أسس سعادتهما. يعبر جميع أصدقاء أنجيلا الصم عن فرحتهم بحماس بلغة الإشارة ويتحدثون بدفء عن صعوبات الحمل والولادة التي واجهوها. ولكن قبل دقائق من إعلان أنجيلا أنها حامل، تذكر والدة أنجيلا السامعة (إيلينا إيروريتا) بشكل عابر أنها تعتقد أن الأمور أفضل للزوجين الشابين بدون أطفال، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الصمم يمثل محنة بالغة. يا له من موقف محرج.
ينتقل الفيلم بسهولة إلى الأمام، مغطيًا شهورًا ثم سنوات في كل مرة. بعد ولادة صعبة، من الواضح أن أنجيلا تعاني من الاكتئاب وتجد صعوبة في الأمومة، وتجد صعوبة في إنتاج ما يكفي من الحليب لابنتها الرضيعة أونا. بالإضافة إلى ذلك، بعد ولادة أونا مباشرة، لم يكن من المؤكد ما إذا كانت الطفلة نفسها صماء. عندما يكتشفون في النهاية أنها تستطيع السمع جيدًا، يبدو الأمر وكأن ستارًا يسدل بينها وبين أنجيلا.
هيكتور، الذي يظهر كشريك وأب داعم ومحبوب، يتولى بهدوء المزيد من واجبات الأبوة ولكن مما يثير استياء أنجيلا، فإنه لا يتذكر دائمًا استخدام لغة الإشارة عند التواصل مع أونا، وبالتالي يحيل لغة الإشارة دون وعي إلى مرتبة ثانوية، مما يؤدي إلى استبعاد أنجيلا. تتراكم هذه الإهانات أو سوء الفهم الصغيرة، وتنمو مثل كرات الثلج، حتى يكاد الزوجان لا يتواصلان مع بعضهما البعض.
في لحظة حاسمة، وفي لحظة قد يبدأ فيها المشاهد في التفكير بأن أنجيلا حساسة بعض الشيء تجاه الإهانات الدقيقة المتصورة من حولها، تخفض ليبرتاد الصوت بحيث نسمع فجأة العالم بالطريقة التي تختبرها بها بطلة الفيلم. إنه مشهد صوتي مكتوم بالتناوب ولكنه هادئ بشكل غريب، ثم يصبح حادًا وصارخًا عندما تحاول أنجيلا ارتداء المعينات السمعية التي تكرهها. يصبح الفيلم توضيحًا دقيقًا لكيفية أن تكون السينما محركًا للتعاطف، وبالتأكيد لن يحتاج المشاهدون إلى أن يكونوا صمًا بأنفسهم ليدركوا ما تمر به أنجيلا. إنه استكشاف مؤثر لصعوبات الأمومة الجديدة، وهي لحظة مليئة بالقلق والألم بقدر ما هي مليئة بالفرح بالنسبة لبعض الناس. الأداءات في جميع أنحاء الفيلم دقيقة وجميلة.
المصدر: The Guardian