«The Godfather» من صفحات «ماريو بوزو» إلى أيقونة خالدة في السينما
سوليوود «خاص»
في عالمٍ كانت فيه قصص المافيا أسرارًا تتداولها الصحف، خرجت رواية «The Godfather» عام 1969 من بين صفحات الكاتب الأميركي صاحب الأصول الإيطالية «ماريو بوزو» لتصبح أكثر من مجرد حكاية عن الجريمة، بل ملحمة إنسانية عن العائلة، السلطة، والوفاء، والحرب الخفية بين الطموح والخيانة، وبعد ثلاث سنوات فقط جاء المخرج الشاب وقتها «فرانسيس فورد كوبولا» ليحوّل الكلمات إلى صور خالدة على الشاشة في فيلم غيّر وجه السينما العالمية للأبد.
رواية صنعت مافيا الأدب
تعد رواية «The Godfather» من أشهر وأفضل الأعمال الأدبية العالمية، حيث قلب الكاتب ماريو بوزو بروايته موازين أدب الجريمة والتي لم تكن مجرد رواية عن المافيا ولكنها كانت ملحمة حقيقية، وبأسلوبه المشحون بالتفاصيل الدقيقة والحوارات الآسرة، جعل بوزو القارئ يتورط في حياة آل كورليوني حتى الصفحة الأخيرة، والنجاح جاء مدويًا، إذ باعت الرواية أكثر من تسعة ملايين نسخة في عامين فقط، وظلت الرواية متصدرة قائمة المبيعات الأكبر في نيويورك تايمز لمدة 67 أسبوعًا لتصبح أيقونة أدبية في وقت قياسي، ونال عنها بوزو جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو مقتبس.
من الورق إلى السينما
عام 1972، حمل المخرج الشاب حينها فرانسيس فورد كوبولا الرواية إلى الشاشة الكبيرة، لم يكن يدرك أن اسمه سيلتحم إلى الأبد باسم «The Godfather»، جمع كوبولا بين أسطورة التمثيل مارلون براندو، والنجم الصاعد آل باتشينو، ليقدما أدوارًا تجاوزت كونها شخصيات مكتوبة، وأصبحت وجوهًا محفورة في ذاكرة السينما.
تدور أحداث الفيلم خلال الفترة من 1945 – 1955 حول عائلة كورليوني وهي عائلة مافيا إيطالية أميركية قوية في نيويورك، ويوضح كيف تحولت العائلة من عالم الجريمة المنظمة إلى عالم السياسة والنفوذ، ويركز الفيلم على تحول الإبن مايكل كورليوني من شخص بسيط إلى زعيم مافيا عديم الرحمة وبارد الملامح، وكذلك على صراع العائلة على السلطة داخل عالم الجريمة المنظمة.
لم يلتزم الفيلم بتفاصيل الرواية حرفيًا، أسقط كوبولا بعض الفصول التي تطرقت لشخصيات جانبية، وركّز على التحول المظلم لمايكل كورليوني، من الابن البعيد عن أعمال العائلة إلى زعيم مافيا بارد الملامح، النهاية التي يغلق فيها مايكل الباب على زوجته كاي، كانت إعلانًا رمزيًا عن انقطاع آخر خيوط البراءة.
View this post on Instagram
نجاح مدوٍّ وجوائز خالدة
حقق فيلم «The Godfather» نجاحًا كبيرًا وقت عرضه حيث حصد إيرادات قاربت الـ250 مليون دولار وهو رقم ضخم في السبعينيات، كما يعتبر واحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما، ونال الفيلم ثلاث جوائز أوسكار، بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل للنجم مارلون براندو، بالإضافة لجائزة أفضل سيناريو مقتبس عام 1973، أما تأثيره الثقافي، فقد تجاوز شباك التذاكر، إذ تسللت عباراته إلى الحياة اليومية وأصبحت أمثال شعبية، كما باتت عبارة “سأعرض عليه عرضًا لا يستطيع رفضه” مثلًا يُستشهد به في السياسة والاقتصاد وحتى الحياة الشخصية.
في النهاية، يظل «The Godfather» أكثر من مجرد رواية تحولت إلى فيلم ناجح؛ إنه درس خالد في الحكاية البصرية وكيف يمكن للأدب أن يخلّد نفسه على شاشة السينما.