5 ممثلات أعادن رسم ملامح «الأم» في السينما العالمية
سوليوود «خاص»
أعادت بعض الأفلام السينمائية رسم ملامح الأم على الشاشة، فخرجت من إطار الحنان الصامت إلى مساحة القوة، والصلابة، والمواجهة، وظهرت الأم في هذه الأعمال كقوة لا تُكسر، تكافح من أجل أبنائها، وتواجه العالم وحدها إن لزم الأمر، هذه الشخصيات حطمت القوالب النمطية وقدّمت الأم في أبهى صور الشجاعة والعزيمة، لتتألق نجمات عالميات في أدوار لا تُنسى.
فرانسيس مكدورماند
قدّمت الممثلة «فرانسيس مكدورماند» واحدًا من أبرز أدوارها في فيلم «Three Billboards Outside Ebbing, Missouri» الصادر عام 2017، حيث جسّدت شخصية «ميلدريد هايز»، أم مصدومة وحزينة بسبب مقتل ابنتها، تقرر مواجهة تقاعس الشرطة المحلية عبر تعليق ثلاث لافتات ضخمة عند مدخل البلدة، تهاجم فيها قائد الشرطة مباشرة، وتتحوّل من أم حزينة إلى امرأة ترفض الصمت، وتلجأ إلى المواجهة بأسلوب مباشر لا يخلو من السخرية السوداء والغضب المكبوت.
حمل الأداء طابعًا واقعيًا قاسيًا، جمع بين الجمود الظاهري والانفعالات العميقة المكبوتة، ما منح الشخصية طابعًا مركّبًا بين الألم والقوة، وحازت «مكدورماند» على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن هذا الدور عام 2018، إلى جانب جائزة الجولدن جلوب وجائزة بافتا، في اعتراف جماعي من النقاد بقدرتها على تجسيد نموذج جديد للأم على الشاشة، أم لا تبكي، بل تُطالب وتُقاتل وتُربك النظام من أجل كرامة ابنتها وعدالة غائبة.
ساندرا بولوك
جسدت «ساندرا بولوك» في فيلم «The Blind Side» الذي صدر عام 2009، دور «لي آن توهي»، امرأة من الجنوب الأميركي تتبنّى مراهقًا أسود مشرّدًا يُدعى «مايكل أوهر»، وتوفر له الدعم الأسري والتعليمي حتى يصبح لاعب كرة قدم محترف في دوري الجامعات. استند الفيلم إلى قصة حقيقية، ونجحت «بولوك» في تجسيد شخصية أم تجمع بين الحزم والتعاطف والقيادة الأسرية.
أشاد النقاد بأدائها المتزن وغير المبالغ فيه، والذي نقل شخصية «الأم القوية» بروح واقعية تُعبّر عن الشجاعة في مواجهة المواقف اليومية المعقدة. فازت بولوك عن هذا الدور بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عام 2010، بالإضافة إلى غولدن غلوب وجائزة نقابة ممثلي الشاشة، ما جعل الدور علامة فارقة في مسيرتها الفنية.
توني كوليت
تقمصت «توني كوليت» شخصية «آني غراهام» في فيلم الرعب النفسي «Hereditary» الصادر عام 2018، وهي أم وفنانة تواجه سلسلة كوارث متلاحقة بعد وفاة والدتها، فتدخل في دوامة من الأحداث المأساوية والمروعة التي تطال عائلتها، الأداء اتسم بكثافة نفسية عالية، خاصة في مشاهد الغضب والانهيار، حيث أظهرت كوليت قدرة استثنائية على نقل التوتر والانفجار العاطفي.
وُصف الدور بأنه من أفضل أداءات الرعب في القرن الحادي والعشرين، رغم تجاهله من قِبل الأوسكار، إلا أن النقاد وضعوا أداؤها ضمن قائمة الأداءات النسائية الأكثر تأثيرًا في أفلام الرعب الحديثة، حيث برعت في تجسيد «أم تتهاوى تحت وطأة الحزن والخوف، لكنها لا تفقد السيطرة تمامًا على العائلة».
شارليز ثيرون
أدت «شارليز ثيرون» في فيلم «Tully» الصادر عام 2018 شخصية «مارلو»، هي أم لثلاثة أطفال تعاني من الإنهاك النفسي بعد الولادة، وتعيش أزمات داخلية متراكمة وسط الضغوط اليومية. يُظهر الفيلم صراعها مع الهشاشة النفسية والإرهاق العقلي، قبل أن تستعين بمربية ليلية تُعيد إليها التوازن الذهني تدريجيًا.
تميز الأداء بالعفوية والواقعية، بعيدًا عن التجميل المعتاد لصورة الأمومة في السينما، خضعت ثيرون لتحوّل جسدي واضح لتمثيل الدور، بزيادة وزنها أكثر من 20 كيلوغرامًا. نال الفيلم إشادة نقدية واسعة، ورُشّحت ثيرون عن الدور لجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثلة، معتبرين أداؤها «تجسيدًا صادقًا لأمومة مرهقة خلف الأبواب المغلقة».
فيولا ديفيس
شاركت «فيولا ديفيس» في فيلم «Fences» الصادر عام 2016 والمقتبس من مسرحية أوجست ويلسون التي تحمل نفس الإسم، حيث جسّدت دور «روز»، زوجة مخلصة لرجل قاسٍ يُخفي عنها خيانة تُهدّد تماسك الأسرة، عاشت الشخصية صراعًا داخليًا بين الغفران والانهيار للحفاظ على عائلتها وابنائها بقوة وشرف، وقدّمت ديفيس أداءً مشحونًا بالعاطفة والقوة في آنٍ واحد، خاصة في مشهد المواجهة مع الزوج.
أشاد النقاد بأداء ديفيس بوصفه درسًا في الانفعال المُحتوى والتمثيل الصادق، وقد فازت عن هذا الدور بـ جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عام 2017، بالإضافة إلى جولدن جلوب وجائزة بافتا، مؤكدة مكانتها كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها.
