مراجعة فيلم «Don’t Call Me Mama»
بقلم: Damon Wise
بالإضافة إلى قائمة تضم أسماء مثل «آن دال تورب»، و«هيلغا غورين»، و«ريناته رينسفه» وغيرهن الكثير، يجب أن نضيف «بيا شيلتا»، التي يُعتبر أداؤها في أول فيلم روائي طويل لـ«نينا كناغ» – وهو دراما نفسية مؤثرة تتنكر في صورة قصة حب على طريقة سيرك – في مستوى آخر. وكما يقول المثل، فإن أداءها ينقلب رأسًا على عقب، ليأخذ ما يبدو في البداية قصة عادية وحسنة النية حول أزمة اللاجئين العالمية إلى مكان أكثر شخصية وأكثر قتامة.
تلعب «شيلتا»، وهي امرأة لافتة للنظر وتناسب تمامًا فرقة «بيدرو ألمودوفار»، دور «إيفا»، وهي معلمة في بلدة صغيرة انخرطت في حملة شعبية للترحيب بالتدفق المستمر للمهاجرين السوريين. يبدو أن زوجها «جوستين» «كريستوفر جونر» هو رئيس البلدية المحلي ويتردد في هذه القضية، خوفًا من إهانة ناخبي اليمين مع اقتراب فترة ولايته من إعادة الانتخاب. لكن «إيفا» متفانية تمامًا في الأمر، وتستضيف فصلًا لتعليم اللغة حيث تُدرّس النرويجية وتشجع الكتابة الإبداعية.
إلى هذا الفصل يأتي «أمير» «طارق زيات»، وهو شاب خجول يبلغ من العمر 18 عامًا، يثير إعجاب «إيفا» بذكائه العاطفي من خلال كتابة وصف شعري لافت للنظر لفترة وجوده في طي النسيان أثناء تقديمه للحصول على الجنسية. تشجعه «إيفا» على الكتابة، وتستبق الأحداث في رسم مستقبل «أمير» المشرق كمؤلف وباحث. تكاد هذه الخطة تفشل عند العقبة الأولى، حيث إن «أمير» مُعدّ للانتقال إلى نزل آخر للاجئين في أقصى الشمال. ومع ذلك، ترى «إيفا» فرصة لإنقاذه، وبينما «جوستين» بعيد في رحلة عمل، تنقل الشاب إلى منزلهم.
بالنظر إلى الصور المستخدمة في الحملة الدعائية، فإنه ليس من المفاجئ الكشف عن أن الزوجين ينخرطان في علاقة رومانسية بين «مايو» و«ديسمبر»، على غرار فيلم «تود هاينز» الأخير الذي يحمل نفس الاسم. ولكن المثير للدهشة هو كيف تستخدم «كناغ»، تمامًا كما فعل «هاينز»، هذه الفرضية كطُعم وتبديل. لفترة من الوقت، تبدو «إيفا» ببساطة كامرأة مسنّة وحيدة يخونها زوجها. تقضي وقت فراغها في حوض السباحة، مما يؤكد الإحساس بأنها تطفو عبر الحياة، والنظرات التي توجهها إلى «أمير» هي، لبعض الوقت، ذات صلة للأسف، وهي حاجة إلى الاهتمام.
ولكن بمجرد أن تبدأ في التفكير، حسنًا، هذا جيد جدًا، ولكن ما الذي تفكر فيه؟ هذه المرأة المهنية المتزوجة التي تركت ابنتها البالغة منزلها مؤخرًا، تتراجع «كناغ» خطوة إلى الوراء، وتكشف عن أن «إيفا» أكثر تعقيدًا بكثير من ربة المنزل المهتمة بالمجتمع التي نخطئ في اعتبارها كذلك في البداية. لسبب واحد، هي امرأة غيورة جدًا، وهو عامل يدخل حيز التنفيذ عندما تكتشف أن «أمير» كان يكذب عليها. في البداية، تقبل تفسيره، ولكن بحلول نهاية الفيلم، تصبح هذه المعلومة الحساسة جدًا بمثابة «بندقية تشيخوف»، والأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يسحب شخص ما الزناد. ولكن من؟
قد يجعل هذا فيلم «Don’t Call Me Mama» يبدو وكأنه فيلم إثارة، لكن «شيلتا» تضيف الكثير من الطبقات الأخرى إلى الشخصية لدرجة أنه في الواقع شيء أكثر إزعاجًا، مثل مشاهدة أزمة منتصف العمر في الوقت الفعلي المؤلم. على الرغم من أن العنوان منطقي، إلا أنه لا يشرح تمامًا أعماق ما يتم تناوله هنا، وهو تعليق استفزازي على الأشياء التي ستفعلها الطبقات السياسية لإنقاذ نفسها عندما تسوء الأمور.
المصدر: Deadline