5 ممثلين جسدوا شخصية «السفاح» ببراعة في السينما العالمية
سوليوود «خاص»
جسّد عدد من أبرز نجوم السينما العالمية شخصية «السفاح» أو «القاتل المتسلسل» ببراعة استثنائية، حيث تميّز أداؤهم بقدرة لافتة على التوغّل في أعماق النفس البشرية المظلمة، وتقديم القاتل لا ككائن دموي فقط، بل كتركيبة نفسية معقّدة تجمع بين الهدوء الظاهري والعنف الكامن.. في هذا التقرير، نستعرض 5 ممثلين قدّموا أدوارًا خالدة لسفاحين في أفلام صنعت بصمة فنية لا تُنسى.
أنتوني هوبكنز
يُعد «أنتوني هوبكنز» من أبرز من جسّدوا شخصية «السفاح» في تاريخ السينما، من خلال أدائه الأيقوني لـشخصية الدكتور «هانيبال ليكتر» في فيلم «The Silence of the Lambs» عام 1991، ورغم أن ظهوره لم يتجاوز 17 دقيقة، إلا أنه نال جائزة الأوسكار عن هذا الدور، لما قدّمه من أداء بارع جمع بين الهدوء المخيف والذكاء الحاد.
عاد «هوبكنز» لتجسيد الشخصية في فيلمي «Hannibal» عام 2001، و«Red Dragon» عام 2022، محافظًا على ذات الحضور الطاغي، وقد استلهم طريقة حديثه وسلوكه من مصادر عدة، ليجعل من «ليكتر» رمزًا للشر الهادئ والعقل المريض، اختير هذا الدور لاحقًا ضمن أعظم 100 شرير في تاريخ السينما من قِبل معهد الفيلم الأمريكي عام 2003.
كريستيان بيل
لعب «كريستيان بيل» دور «باتريك بيتمان»، رجل الأعمال الوسيم والمختل نفسيًا، في فيلم «American Psycho» عام 2000، المقتبس عن رواية للكاتب «بريت إيستون إليس»، يجمع «بيتمان» بين النجاح الظاهري في «وول ستريت» نهارًا، وبين حياة سرّية كقاتل متسلسل ليلًا، في صورة درامية ترصد جنون الطبقة الثرية.
أداء «بيل» كان مزيجًا من الرعب النفسي والسخرية السوداء، حيث جسّد الشخصية بمهارة لافتة أظهرت التناقض الحاد بين المظهر الاجتماعي والانحراف السلوكي، وتميّز بأداء جسدي دقيق ونظرات باردة ونبرة صوت محسوبة، جعلت من «بيتمان» نموذجًا كلاسيكيًا للسفاح المختل اجتماعيًا في السينما الحديثة.
خافيير بارديم
في عام 2007، قدّم الممثل الإسباني «خافيير بارديم» أداءً مذهلًا لشخصية «أنطون شيغور» في الفيلم الأمريكي «No Country for Old Men» للمخرجين الأخوين جويل وإيثان كوين، والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب «كورماك مكارثي»، ويجسد «شيغور» شخصية قاتل مأجور بلا رحمة، ينفّذ جرائمه ببرود شديد مستخدمًا أدوات غير مألوفة، أبرزها مسدس ضغط هواء لقتل ضحاياه بشكل صادم وغير متوقع.
أداء «بارديم» حاز إشادة نقدية واسعة، وتُوّج بجائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل مساعد، وجائزة «جولدن جلوب»، وقدّم الشخصية بأسلوب فريد، جمع بين الصمت الغامض، والتحديق المخيف، ولغة جسد ساكنة تخفي عنفًا داخليًا، ويُعد «أنطون شيغور» أحد أكثر الشخصيات رعبًا في تاريخ السينما، ليس بسبب الدماء أو الصراخ، بل بسبب البرود القاتل والفوضى التي يمثلها بلا منطق أو مشاعر.
كيفن سبيسي
قدّم الممثل «كيفن سبيسي» في فيلم «Se7en» الصادر عام 1995 للمخرج «ديفيد فينشر»، أحد أكثر أدواره تأثيرًا من خلال تجسيده لشخصية القاتل المتسلسل الغامض «جون دو»، وتدور أحداث الفيلم حول سلسلة جرائم مروّعة مستوحاة من الخطايا السبع المميتة، حيث ينفّذ عمليات قتل رمزية ومعقدة ضد من يرى أنهم يمثلون الفساد الأخلاقي في المجتمع.
رغم أن «سبيسي» لم يظهر فعليًا إلا في الثلث الأخير من الفيلم، فإن حضوره كان طاغيًا ومفاجئًا، وجعل من «جون دو» شخصية تُرعب بصمتها أكثر مما تفعل بالكلام. اتسم الأداء بالهدوء البارد والعقلانية المقلقة، ليجسّد قاتلًا يؤمن بأنه ينفذ «رسالة أخلاقية»، وقد زاد سبيسي من وقع المفاجأة عندما طلب عدم وضع اسمه في شارة البداية، ليحافظ على عنصر الصدمة في الظهور، مما جعل الدور واحدًا من أكثر الأدوار إرباكًا ودهشة في تاريخ أفلام الجريمة.
تشارليز ثيرون
الممثلة «تشارليز ثيرون» جسدت في فيلم «Monster» عام 2003، شخصية «آيلين ورنوس»، القاتلة المتسلسلة الحقيقية التي أُدينت بقتل 7 رجال في أواخر الثمانينيات، وأُعدِمت في ولاية فلوريدا عام 2002، الفيلم يُوثق سيرة «ورنوس» من خلال عدسة إنسانية، ويكشف خلفياتها المضطربة من الفقر، والتشرد، والاستغلال الجنسي، وصولًا إلى ارتكاب الجرائم التي غيّرت مجرى حياتها.
ونالت «تشارليز ثيرون» جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن هذا الدور، بعد أن خضعت لتحول جسدي كامل، بما في ذلك زيادة وزنها، وتعديل ملامح وجهها، وإتقان لهجة الشخصية الواقعية، لم تكتفِ ثيرون بالتشابه الخارجي، بل قدّمت أداءً داخليًا معقّدًا جعل من ورنوس شخصية تثير التعاطف رغم فظاعة أفعالها.
