«مهرجان عمّان السينمائي» يختتم دورته السادسة بتكريم إبداعات عربية وعالمية
سوليوود «متابعات»
اختتم مهرجان عمّان السينمائي الدولي فعاليات دورته السادسة بعد تسعة أيام من الأنشطة السينمائية المتنوعة، التي شملت عروضًا للأفلام، وندوات حوارية، ومنصة تسويق المشروعات، بمشاركة 62 فيلمًا من 23 دولة.
من «مركز الحسين الثقافي»، الذي شهد انطلاقة المهرجان في الثاني من يوليو، أكدت مديرة المهرجان ندى دوماني في كلمتها الختامية على الهوية المزدوجة للمهرجان: «متجذر في محيطه، منفتح على العالم»، في انسجام مع شعاره لهذا العام «عالم خارج النص».
الجوائز الرسمية: الروائي الطويل
في حفل الختام الذي حضره الأمير علي بن الحسين والأميرة ريم علي، رئيسة المهرجان، أعلنت نتائج المسابقة الرسمية.
ففي فئة الأفلام الروائية الطويلة، فاز الفيلم التونسي «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور بجائزة «السوسنة السوداء»، عن عمل مستوحى من قصة حقيقية يتناول أثر الإرهاب على الطفولة المهمشة.
كما نال بطله الطفل علي الهلالي تنويهًا خاصًا، مناصفةً مع الممثل الشاب عزّام أحمد عن أدائه في الفيلم الفلسطيني «أناشيد آدم».
أما الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، فقد حصد جائزتَي لجنة التحكيم والجمهور، وهو فيلم مؤثر عن رحلة هروب شابين فلسطينيين إلى أوروبا.
وشهد المهرجان بروز الفيلم الأردني «سمسم»، الذي أخرجته سندس السميرات وكتبته تمارا عويس، ونال تنويهًا خاصًا لأفضل سيناريو في تجربة أولى، إضافة إلى إشادة بأداء الممثلة سجى كيلاني في أول دور رئيسي لها. يتناول الفيلم قضية الطلاق وتبعاته على المرأة الأردنية، ويطرح بجرأة قضية الحرية في مواجهة القيود الاجتماعية.
الوثائقيات: قصص شخصية بأبعاد إنسانية
في فئة الأفلام الوثائقية، توج فيلم «احكيلهم عنّا» للمخرجة الأردنية رند بيروتي بجائزة لجنة التحكيم وجائزة الجمهور، عن توثيقه لمسيرة سبع فتيات من خلفيات ثقافية متنوعة، ينضجن في الريف الألماني متحديات التمييز والضغوط الاجتماعية.
أما الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى، الذي يروي قصة والده المعتقل السياسي السابق، فقد حظي بتنويه خاص، بالإضافة إلى جائزة «فيبريسي» من الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين.
وفازت بجائزة «السوسنة السوداء» مناصفةً كل من:
«أمك، أمي» من المغرب، عن علاقة المخرجة سميرة المزغباتي بوالدتها.
«نحن في الداخل» للبنانية فرح قاسم، التي تسعى لإعادة التواصل مع والدها عبر الشعر بعد غياب طويل عن طرابلس.
القصير العربي: تنوّع في الشكل والموضوع
في فئة الأفلام القصيرة، نال فيلم «نهار عابر» للمخرجة رشا شاهين «إنتاج مصري-سوري مشترك» جائزة «السوسنة السوداء»، بينما فاز الفيلم اللبناني «آخر أيام الصيفية» بجائزة لجنة التحكيم.
وحصل الفيلم المصري «مانجو» للمخرجة رندة علي على تنويه خاص، فيما كانت جائزة الجمهور من نصيب الفيلم الكويتي «ونعم» للمخرج مساعد القديفي.
انفتاح عالمي: جوائز للأفلام غير العربية
لأول مرة، أدرج المهرجان فئة تنافسية للأفلام غير العربية. وفاز الفيلم الأمريكي «لمسة مألوفة Familiar Touch» بجائزة «السوسنة السوداء»، في حين نال الفيلم السويسري «كلب قيد المحاكمة Dog on Trial» أصوات لجنة التحكيم، وذهبت جائزة الجمهور إلى الفيلم التشيكي «حكايات من حديقة سحرية».
مهرجان بقلب مفتوح
على مدار أيامه التسعة، تجاوز المهرجان مجرد كونه منصة لعرض الأفلام، بل قدّم فضاءً تفاعليًا نابضًا بالتجارب الإنسانية والحوارات الهادفة، وفتح نوافذ للتشبيك بين صناع السينما من العالم العربي والعالم، دون بهرجة أو تكلف.
وفي ختام المهرجان، استرجعت ندى دوماني عبارة قالها أحد الضيوف: «This is a festival with a heart – هذا مهرجان ذو قلب»، واعدةً بجولة جديدة من الإبداع في العام القادم.