وفاة الممثلة الإيطالية «ليا ماساري» عن عمر يناهز 91 عامًا
سوليوود «متابعات»
غيب الموت الممثلة الإيطالية «ليا ماساري» عن عمر ناهز 91 عامًا، بعد مسيرة فنية طويلة تميزت بأسلوبها الهادئ وأدائها الرصين، والذي جعلها تحظى بمكانة خاصة في قلوب عشاق السينما الفنية في أوروبا وأمريكا، رغم ابتعادها عن دائرة الأسماء اللامعة في السينما الإيطالية داخل الولايات المتحدة.
برزت «ماساري» في فيلم «Christ Stopped at Eboli» للمخرج فرانشيسكو روزي، والذي عُرض لأول مرة بنسخته الكاملة في نيويورك عام 2019، بمدة وصلت إلى 220 دقيقة، بعد أن كانت نسخة مختصرة منه قد طُرحت في أمريكا عام 1980 تحت عنوان «Eboli». حضورها اللافت في هذا العمل ترك انطباعًا يصعب نسيانه، كما ذكرت صحيفة «La Voce di New York» الناطقة بالإيطالية.
وُلدت «ليا ماساري» باسم آنا ماريا ماسيتاني عام 1933، وتنقلت خلال حياتها بين روما وسويسرا وفرنسا. بدأت بدراسة الهندسة المعمارية، إلا أن شغفها بالفن والسينما غلبها، فاتجهت إلى التمثيل. وقد اختارت اسم «ليا» بعد وفاة خطيبها ليو في حادث سير قبل أيام من زواجهما، وهو الحدث الذي ترك أثرًا عميقًا في شخصيتها الفنية والإنسانية.
بدأت مسيرتها السينمائية عام 1954 في فيلم «Proibito» «ممنوع» للمخرج ماريو مونيشيلي، الذي منحها دور فتاة متمردة تعيش في قرية نائية بجزيرة سردينيا. ومن هناك بدأت رحلتها نحو أدوار مركبة ومعقدة، متجاوزة الصورة النمطية للبطلات في ذلك الزمن.
وفي عام 1960، برزت في أحد أشهر أدوارها على الإطلاق، عندما اختارها المخرج مايكل أنجلو أنطونيوني لبطولة فيلم «L’avventura» «المغامرة»، الذي يُعد محطة مفصلية في تطور السينما الحديثة. أداؤها المميز في هذا العمل، وخصوصًا اختفاؤها الغامض في منتصف الفيلم، جسّد قدرتها على التعبير عن العزلة والغموض بأسلوب فريد.
لاحقًا، شاركت في «Christ Stopped at Eboli» بدور لويزا ليفي، شقيقة البطل، وهي شخصية ثانوية ذات تأثير كبير، نقلت من خلالها رؤية عقلانية محافظة في مواجهة واقع قاسٍ تغمره الفقر والجمود.
رغم أنها لم تنل شهرة واسعة في السينما الإيطالية الجماهيرية، إلا أن السينما الفرنسية احتفت بموهبتها الفذة، حيث تعاونت مع أسماء بارزة مثل كلود سوتيه، لويس مال، ورينيه كليمان. ومن أبرز أدوارها في فرنسا دورها في فيلم «Murmur of the Heart» «همس القلب»، الذي أثار جدلًا واسعًا لتجسيدها علاقة غير شرعية، ما أدى إلى منع عرضه في إيطاليا، في حين نال إشادة كبيرة من النقاد الفرنسيين.
خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تنقلت «ليا ماساري» بين السينما والمسرح والتلفزيون. قدمت على المسرح شخصية روزيتا في العرض الأول لمسرحية «Rugantino» بجانب نينو مانفريدي، كما ظهرت في أدوار درامية على الشاشة الصغيرة، منها شخصية الراهبة دي مونزا، وآنا كارينينا، وأم الإخوة كارامازوف.
وفي الثمانينيات، شاركت في فيلم «A Voyage of Love» «رحلة حب» إلى جانب النجم المصري العالمي عمر الشريف، ثم قررت بعد ذلك الاعتزال نهائيًا، ورفضت عروضًا من مخرجين كبار من أمثال فيديريكو فيليني وفيرزان أوزبيتك.
اختارت أن تعيش في سردينيا مع زوجها الطيار كارلو بيانكيني، وبعد طلاقهما، عادت إلى روما، حيث انسحبت من الحياة العامة، مبتعدة تمامًا عن الأضواء، رافضة الظهور الإعلامي أو المشاركة في الفعاليات الفنية.