«أفلام الهود».. سينما تجسّد واقع الأحياء الحضرية المهمّشة
سوليوود «خاص»
يُعدّ مصطلح «أفلام الهود» «Hood Films» من الأنواع الفرعية في السينما الأميركية، والتي ظهرت بقوة في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، وتركز على سرد قصص واقعية من قلب الأحياء الحضرية الفقيرة، لا سيّما في المجتمعات الأفريقية الأميركية واللاتينية. وتتميز هذه الأفلام بتناولها لموضوعات مثل العنف، الجريمة، تجارة المخدرات، الفقر، والانقسامات العرقية، إلى جانب قضايا الانتماء والهوية، وذلك من خلال شخصيات شابة تكافح من أجل النجاة أو تحقيق الحلم في بيئات محفوفة بالتحديات.
يتميّز هذا النوع بواقعيته العالية، واستخدامه للموسيقى، خاصة الراب والهيب هوب، كوسيلة تعبير سردية تعكس نبض الشارع. كما تسعى هذه الأفلام إلى تقديم صوت للمجتمعات المهمّشة، رغم الجدل الذي يرافقها أحيانًا بسبب ما يُنظر إليه على أنه تعزيز لصورة نمطية عن العنف والفوضى.
نشأة المصطلح
بدأ استخدام مصطلح «أفلام الهود» مع بروز موجة من الأعمال السينمائية التي تناولت الحياة في أحياء مثل «كومبتون» و«ساوث سنترال» في لوس أنجلوس، أو «برونكس» في نيويورك، وقد كان فيلم «Boyz n the Hood» عام 1991 من إخراج جون سينغلتون بمثابة نقطة تحول لهذا النمط، إذ قدّم رؤية إنسانية وعميقة عن معاناة الشباب في هذه المجتمعات. ومع مرور الوقت، أصبح للمصطلح مكانة واضحة في تصنيفات السينما، مرتبطًا بأعمال تعكس واقع الشارع الأميركي كما يراه أبناؤه.
تجسيد الصراع والهوية
تُستخدم أفلام الهود لرصد التحوّلات الاجتماعية في المجتمعات الأميركية، خصوصًا ما يتعلق بتأثير غياب الأب، وتفكك الأسرة، والصراعات بين العصابات، والتمييز الطبقي والعنصري، بالإضافة إلى دور الشرطة والنظام القضائي في تشكيل مصير الشخصيات. وغالبًا ما تحمل هذه الأعمال رسالة تحذيرية أو إنسانية، تدعو إلى التغيير والوعي بالمصير المشترك.
كما تشكّل هذه الأفلام منصة لصنّاع السينما السود الذين سعوا إلى تقديم روايات بديلة بعيدًا عن النظرة البيضاء السائدة في هوليوود، مما منحها طابعًا ثقافيًا خاصًا، وجعلها مؤثرة في كل من السينما والموسيقى والسياسة.
أبرز أفلام الهود في السينما الأميركية
«Boyz n the Hood»
يُعدّ من أوائل أفلام الهود وأكثرها تأثيرًا، حيث يروي قصة ثلاثة شبان نشأوا في حي ساوث سنترال بلوس أنجلوس، ويكشف الصراعات التي يعيشونها بين العنف والحلم بالتعليم. نال إشادة نقدية واسعة وكان أول عمل يُرشّح فيه مخرج أفريقي أميركي لجائزة الأوسكار.
الفيلم الصادر عام 1991، من بطولة: كيوبا غودينغ جونيور، آويس كيوب، وموريس تشيستنَت؛ ومن إخراج: جون سينغلتون.
https://www.youtube.com/watch?v=GnKbfI-k-3I
«Menace II Society»
يُقدم قصة شاب نشأ في قلب العنف والجريمة ويحاول أن يختار طريقًا مختلفًا عن البيئة التي تربى فيها. يتميز الفيلم بإيقاعه السريع وأسلوبه الواقعي، ويُعد من الأعمال الأيقونية في هذا النوع.
الفيلم الصادر عام 1993، من بطولة: تيرينس هوارد، ولارينز تيت، توكسي، وصامويل إل. جاكسون؛ ومن إخراج: الأخوين هيوز.
https://www.youtube.com/watch?v=NsKz2HDf5eU
«Juice»
يستعرض الفيلم قصة أربعة أصدقاء في حي هارلم بنيويورك، يسعون إلى القوة أو الـJuice، لكنه يُظهر كيف يمكن للطموح أن ينقلب إلى دمار. شكّل الفيلم انطلاقة قوية لتوباك شاكور كممثل.
الفيلم الصادر عام 1992، من بطولة: توباك شاكور، وعمر إيبس؛ ومن إخراج: إرنست ديكرسون.
https://www.youtube.com/watch?v=Ld1YbVQYg-0
«South Central»
يروي قصة عضو عصابة يُسجن ثم يحاول إعادة بناء حياته وتربية ابنه بعيدًا عن العنف، في رسالة قوية عن الفداء والخلاص داخل مجتمعات الهود.
الفيلم الصادر عام 1992، من بطولة: غلين بلامر، وبايرون مينز، وكريستيان كولمان؛ ومن إخراج: ستيف أندرسون.
https://www.youtube.com/watch?v=7v_O7w7Z_kY
«Baby Boy»
يتناول الفيلم قصة شاب عاطل عن العمل يعيش مع والدته في لوس أنجلوس، ويصارع للوصول إلى النضج في بيئة تعجّ بالعقبات. يجمع بين الكوميديا والدراما، ويُعد استمرارًا لرؤية سينغلتون حول أحياء الهود.
الفيلم الصادر عام 2001، من بطولة: وتايريس غيبسون، وتاراجي بي. هينسون، وسنوب دوغ؛ ومن إخراج: جون سينغلتون.
https://www.youtube.com/watch?v=6E1CYwV_3lE
