«فايد إن وفايد آوت».. الانتقال البصري التدريجي بين المشاهد
سوليوود «خاص»
يُعبّر مصطلحا «فايد إن»، و«فايد آوت» في الصناعة السينمائية عن تقنيتين بصريتين تُستخدمان للانتقال التدريجي بين المشاهد أو لافتتاح أو إنهاء العمل. ويقصد بـ«فايد إن» ظهور الصورة تدريجيًا من شاشة سوداء إلى المشهد، فيما يشير «فايد آوت» إلى اختفاء تدريجي للصورة إلى السواد. تُعد هاتان التقنيتان من أقدم أدوات المونتاج المعتمدة في تاريخ السينما، ولا تزالان حاضرتين بقوة في صناعة الأفلام لِما تضفيانه من طابع درامي وبلاغي على السرد البصري للحبكات.
البداية مع السينما الصامتة
بدأ استخدام تقنيتي «فايد إن» و«فايد آوت» في بدايات القرن العشرين، مع السينما الصامتة، حيث ساعدتا على توضيح الانتقال الزمني أو المكاني بين المشاهد بطريقة مفهومة للجمهور. ومع تطور تقنيات المونتاج، أصبح لهما دورٌ يتجاوز الجانب التقني، إذ استُخدمتا كوسيلة تعبير فنية تشير إلى نهاية فصل أو بداية آخر، أو للدلالة على الحلم، والذكرى، أو حتى الموت الرمزي في السرد القصصي الذي يجعلها ذات طبيعة تشويقية خاصة.
أداة للتأثير العاطفي والزمني
تلعب تقنيتا الفايد دورًا في تعزيز الإيقاع البصري للفيلم، إذ تُستخدم في لحظات ذات طابع وجداني أو تأملي، لتمنح المشهد وقعه العاطفي، أو لتقديم استراحة بصرية بين الأحداث المتسارعة. كما تُعد وسيلة فعالة لإبراز التحولات الزمنية بسلاسة دون الحاجة إلى شرح لفظي، وهو ما يمنح الفيلم مرونة في التنقل بين الأحداث والخطوط الزمنية.
أفلام برز فيها استخدام الفايد إن والفايد آوت
«The Godfather»
افتُتح الفيلم الملحمي بلقطة فايد إن بطيئة من السواد إلى وجه الشخصية، ما أضفى رهبة وغموضًا على المشهد الافتتاحي، ورسّخ الأجواء الدرامية من اللحظة الأولى. ويروي الفيلم صعود وسقوط عائلة كورليوني في عالم الجريمة المنظمة بأميركا بعد الحرب العالمية الثانية.
قدم بطولة الفيلم الصادر عام 1972، مارلون براندو، وآل باتشينو، وجيمس كان، وجاء من إخراج: فرانسيس فورد كوبولا.
«Citizen Kane»
استخدم مخرج هذا العمل أورسن ويلز تقنية الفايد آوت عند لحظة موت البطل، لتعزيز الإحساس بالنهاية الحتمية وغموض المصير. ويتناول الفيلم صعود وسقوط قطب الصحافة تشارلز فوستر كين، من خلال تحقيق صحفي بعد وفاته.
قدم بطولة الفيلم الصادر عام 1941، أورسن ويلز، وجوزيف كوتن، ودوروثي كومينغور؛ ومن إخراج: أورسن ويلز.
https://www.youtube.com/watch?v=zyv19bg0scg
«Lost in Translation»
استُخدم الفايد إن والفايد آوت لخلق مسافات تأملية بين الشخصيات، وتأكيد مشاعر الاغتراب، خلال حبكته التي تدور حول فنان سينمائي ومصورة شابة يلتقيان في طوكيو وتجمعهما علاقة غير متوقعة في ظل شعور مشترك بالوحدة.
الفيلم الدرامي الرومانسي الصادر عام 2003 من بطولة: بيل موراي، وسكارليت جوهانسون، من إخراج: صوفيا كوبولا.
«Requiem for a Dream»
استخدم الفايد آوت في نهايات مأساوية لكل شخصية، ما زاد من وقع الانهيار النفسي والجسدي خلال القصة التي تسرد قصص أربعة أشخاص يقعون في دوامة الإدمان، وتداعيات ذلك على حياتهم وأحلامهم.
الفيلم الصادر عام 2000، من بطولة: إلين بورستين، وجاريد ليتو، جينيفر كونيلي، ومن إخراج: دارين أرونوفسكي.
https://www.youtube.com/watch?v=0nU7dC9b6b8
«La La Land»
تُستخدم تقنية الفايد آوت في الانتقال من مشاهد الأحلام إلى الواقع، مما عمّق التباين بين الحلم والحياة. ويروي العمل في إطار درامي مثير قصة حب بين موسيقي وممثلة طموحة في لوس أنجلوس، ويسلط الضوء على الصراع بين الحب والطموح والأحلام المستقبلية.
فيلم الدراما والموسيقى الرومانسي الصادر عام 2016، من بطولة: رايان غوسلينغ، وإيما ستون، ومن إخراج: داميان شازيل.
