«الكاميو».. ظهور مفاجئ لشخصيات بارزة في الأفلام
سوليوود «خاص»
يعبّر مصطلح «كاميو» في الصناعة السينمائية عن ظهور خاطف ومفاجئ لشخصية شهيرة وبارزة داخل الأفلام، ومنهم كبار المنتجين والمخرجين، وكذلك عمالقة الفن من الممثلين، وربما تكون إحدى الشخصيات المجتمعية المؤثرة والتي تحظى بشعبية جارفة لدى الجماهير، سواء كان مخرجًا أو نجمًا سينمائيًا أو حتى شخصية عامة، وذلك في مشهد قصير للغاية؛ لكنه يؤثر بصورة جسيمة على مسار الأحداث. وغالبًا ما يكون هذا الظهور غير مرتبط مباشرة بالحبكة الأساسية للأعمال، بل يُقحم بقصد إحداث عنصر مفاجأة أو طرافة، أو حتى تكريمًا رمزيًا لصاحب الشخصية التي تشارك في الأعمال، ويعتمد هذا النهج الكثير من صناع هوليوود وكذلك صناع السينما والدراما العربية؛ لتحقيق المزيد من الدعاية والنجاح لأعمالهم.
نشأة المصطلح
تعود أصول المصطلح إلى الفن الكلاسيكي، حيث كان يشير إلى النقوش الصغيرة على الأحجار الكريمة، ثم انتقل إلى الأدب والمسرح، قبل أن يُستخدم فيما بعد في مجال السينما بنفس الأسلوب الذي يعتمد على لفت انتباه المتابعين من خلال هذه المشاهد القصيرة. ويوظف العديد من المخرجين العالميين الكاميو في أفلامهم كعلامة خاصة لها، تُضفي عليها مزيدًا من التشويق والإثارة، ومنهم المخرج «ألفريد هيتشكوك»، الذي ظهر في أغلب أفلامه بطريقة غير متوقعة، وكذلك «كوينتن تارانتينو»، الذي يُفضل أداء أدوار صغيرة بنفسه في معظم أعماله، والتي تحقق قبولًا واسعًا لدى المتابعين؛ نظرًا للشعبية الجارفة التي يتمتع بها المخرج العالمي.
لماذا يلجأ صناع السينما لاستخدامه؟
يسعى صناع الفن من خلال استخدام الكاميو إلى خلق حالة ممتعة ومثيرة تأخذ الجمهور في أجواء مرحة، كما يمنح نوعًا من التفاعل الثقافي والمجتمعي بين صناع العمل والجمهور، خاصة عندما يتعلق الظهور بشخصية يحبها الجمهور أو رمز ثقافي له دلالة معينة. كما يمكن أن يكون الكاميو أداة تسويقية ترفع من قيمة العمل، خاصة في حال مشاركة فنان ذي مكانة عالية بظهور مفاجئ خلال الحبكة.
ومن الناحية الإنتاجية، غالبًا ما يتم تصوير مشاهد الكاميو في وقت قصير وبميزانية بسيطة، لكنها تحقق صدى جماهيريًا واسعًا عند التنفيذ الجيد.
أبرز مشاهد الكاميو في السينما العالمية
«Avengers: Endgame»
الفنان العالمي ستان لي، مبتكر العديد من شخصيات مارفل، كان يظهر في أغلب أفلام الشركة بشكل ساخر وممتع. وخلال هذا الفيلم، يظهر الممثل العالمي بشخصية رجل يقود سيارة قرب قاعدة عسكرية في لقطة وداعية، حيث توفي قبل عرض الفيلم.
فيلم الأكشن والخيال العلمي الصادر عام 2019، من بطولة: روبرت داوني جونيور، وكريس إيفانز، ومارك روفالو، وكريس هيمسورث، وسكارليت جوهانسون، وجيريمي رينر؛ ومن إخراج: أنتوني روسو، جو روسو.
«Home Alone 2»
ظهر الرئيس الأميركي السابق «دونالد ترامب» في لقطة قصيرة عندما يساعد «كيفن» في فندق بلازا بمدينة نيويورك، والذي كان ترامب يملكه في ذلك الوقت، يرد ترامب بشكل مختصر ويشير إلى الاتجاه.
فيلم المغامرات العائلي الصادر عام 1993، من بطولة: ماكولي كالكن، وجو بيشي، وتيم كاري؛ ومن إخراج: كريس كولومبوس.
«Zombieland»
قدّم الكاتب والممثل الكوميدي «بيل موراي» واحدًا من أكثر مشاهد الكاميو طرافة عندما ظهر بشخصيته الحقيقية متنكرًا كزومبي. اللقطة نالت إعجاب الجماهير والنقاد باعتبارها مفاجأة خاصة في سياق الفيلم، وساهمت في زيادة الإثارة والتشويق للأحداث.
الفيلم الأميركي الصادر عام 2009، من بطولة: وودي هارلسون، جيسي آيزينبيرغ؛ ومن إخراج: روبن فليشر.
«Ocean’s Twelve»
في لقطة ساخرة ومبتكرة، تؤدي جوليا روبرتس في الفيلم دور امرأة تنتحل شخصية الفنانة ذاتها في الواقع. ويعد الفيلم استكمالًا للجزء الأول وتكملة للفيلم الثالث من الثلاثية، وحقق نجاحًا تجاريًا ضخمًا، حيث وصل مجموع إيراداته حول العالم إلى 363 مليون دولار.
فيلم الجريمة والإثارة الصادر عام 2004، من بطولة: جورج كلوني، وبراد بيت، ومات ديمون، وجوليا روبرتس، وكاثرين زيتا جونز؛ ومن إخراج: ستيفن سودربرغ.
