«الإنتاج الدولي المشترك».. تعاون عالمي للنهوض بصناعة السينما
سوليوود «متابعات»
يُستخدم مصطلح «الإنتاج الدولي المشترك»، بصورة شائعة في قطاع صناعة السينما، وهو يعبّر عن عملية إنتاج يتعاون خلالها صناع الأفلام وشركات الإنتاج وصناديق المشاريع الترفيهية المتنوعة من دول مختلفة، مستهدفين من خلال هذا التعاون دمج العناصر الثقافية والفنية لهذه الدول في عمل سينمائي أو تلفزيوني عالمي. ويُستخدم مصطلح الإنتاج المشترك أيضًا للتعبير عن طريقة إنتاج المستخدمين للخدمات في صورة أجزاء أو بشكل كلي. ويعدُّ الإنتاج المشترك من أبرز الوسائل الفعالة للخروج بالأفلام من سوقها المحلي المحدود، وتوسيع دائرة توزيعها وانتشارها في السوق العالمي، كما أنه يفتح الأبواب لهذه الأعمال للمشاركة في المهرجانات العالمية، والحصول على الجوائز السينمائية المرموقة.
مزايا الإنتاج المشترك
تُسهم عمليات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني المشترك في تقديم أعمال بميزانيات ضخمة، يشارك فيها عمالقة ورموز فنية من شتى أنحاء العالم، وتعتمد هذه الإنتاجات على تيمة وسيناريوهات غير نمطية تقدم تجارب وأفكارًا فنية فريدة وباهرة؛ إذ إنها تكون مالكة لكل مقومات الإنتاج الصحيحة التي ينتج عنها ظهور أعمال فنية ضخمة تُسهم في النهوض بالصناعة، وتقدم تجارب جديدة ومتوافقة مع رؤية وطبيعة مجتمعات متنوعة. هذا، بجانب أن الأفلام ذات الإنتاج الدولي المشترك تفتح أسواقًا جديدة لصنَّاع السينما من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يؤدي إلى خلق حالة من الانتعاشة الفنية والاقتصادية للدول المشاركة في إنتاج هذه الأعمال، خاصة حال نجاحها عالميًا.
وتساهم أيضًا عمليات الإنتاج المشترك في تحقيق الانفتاح على المحيط الإقليمي والدولي وتعزيز جسور التواصل والحوار بين الثقافات والشعوب المختلفة، من خلال التركيز على قضايا متنوعة يتنافس خلالها صنَّاع الأفلام للكشف عن قدراتهم ومواهبهم الفنية، معتمدين على أسس فنية وتجارية جيدة. ومن أبرز إيجابيات ومزايا الإنتاج المشترك هو تذليل كل عقبات تصوير أفلام كل طرف مشارك على مواقع الطرف الآخر، حيث إنها تُمنح كافة التسهيلات اللازمة والإجراءات الممكنة لتيسير عمليات التصوير والتصاريح والإجراءات الخاصة بذلك.
أفلام إنتاج مشترك حققت نجاحًا واسعًا
«Slumdog Millionaire»
حقق هذا العمل نجاحًا عالميًا جيدًا، وحصد العديد من الجوائز السينمائية البارزة ومنها أكثر من 5 جوائز أوسكار، وجائزة الجولدن جلوب لأفضل مخرج فيلم، وجائزة نقابة الكتّاب الأميركية لأفضل سيناريو متبنى. وهو فيلم بريطاني هندي من إنتاج عام 2008، ومن إخراج داني بويل. والنص مقتبس من رواية للكاتب والدبلوماسي الهندي فيكاس سواراب، والتي تحمل العنوان «سؤال وجواب»، وذلك بعد إجراء بعض التعديلات على تفاصيل الرواية.
تتبع حبكة العمل قصة إنسانية مؤثرة لشاب فقير نشأ في مومباي، يصبح المتسابق على النسخة الهندية من برنامج «من سيربح المليون؟»، ويُلقى القبض عليه للاشتباه في الغش في البرنامج. وقدم بطولته: ديف باتل، وفريدا بينتو، وأنيل كابور.
«AMÉLIE»
يعدُّ هذا الفيلم من بين أشهر الأفلام الفرنسية الألمانية التي حققت نجاحًا تجاريًا على المستوى العالمي، حيث أحرز الفيلم عددًا كبير من الجوائز والترشيحات، منها 13 في سيزار و5 في الأوسكار. وفي عام 2002 نال أربع جوائز سيزار، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج.
والفيلم عبارة عن تجسيد حقيقي وأحيانًا خيالي للحياة الحالية في باريس تحديدًا في حي مونتمرتر، وهو من إخراج: جون بيير جونيه، ومن بطولة: أودري تاتو، وماثيوكاسوفيتز، وروفوس.
«Parasite»
جاء هذا العمل من إنتاج كوريا الجنوبية بجانب دعم دولي من شركات تمويل أميركية وفرنسية. وهو يقدّم قصة غنية بالتفاصيل حول نقد طبقي ساخر من خلال قصة عائلة فقيرة تتسلل إلى حياة عائلة غنية. صدر فيلم الكوميديا السوداء عام 2019، وهو من إخراج بونغ جون هو، الذي شارك في كتابة السيناريو مع هان جين-وون، كما شارك في الإنتاج.
حقق العمل نجاحًا خياليًا عالميًا، وحصد جائزة الأوسكار كأفضل فيلم، وحصل مخرجه الكوري بونغ جون على جائزة أفضل مخرج، وجائزة أفضل سيناريو أصلي، بالإضافة إلى أفضل فيلم أجنبي عام 2019.
«Arctic»
شارك هذا الفيلم بعرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي عام 2018، وهو إنتاج دولي مشترك بين أيسلندا والولايات المتحدة. تدور اﻷحداث حول رجل تائه في إحدى النواحي القطبية، وتأتيه فرصة النجدة التي طال انتظاره لها، لكن هذه الفرصة تضيع مع اﻷسف.
شارك في بطولة فيلم المغامرات العائلي كل من: ماديس ميكلسن، وماريا ثيلما، وهو من إخراج: جوبينا.