سوليوود «خاص»
يعبر مفهوم «سينما سكوب»، في قطاع صناعة السينما عن عملية إعداد الأفلام بصورة تعتمد على زاوية التصوير الواسعة، والشاشات السينمائية العريضة التي تمنح الجمهور رؤية مثالية عالية الدقة والجودة؛ إذ يتم من خلالها عرض فيلم متحرك على شاشة السينما بحيث يكون عرض الصورة أكثر من ضعف ارتفاعها. تسمح هذه التقنية السينمائية للمتلقي بمتابعة الأفلام الملونة والملحمية بصورة نقية وواضحة للغاية من خلال عرضها على شاشات واسعة.
وقد ارتبط مصطلح «سينما سكوب»، في مجال صناعة السينما بالأفلام الملونة والأعمال الضخمة والتاريخية ذات الإنتاج العالي، وحققت نجاحًا واسعًا في مجال صناعة السينما منذ بداية ظهورها، كما ذاع صيتها في أواخر فترة الخمسينيات بصورة جارفة؛ بسبب سعي صناع السينما لتقديم ابتكارات واختراعات سينمائية جديدة وجذابة خلال تلك الفترة في محاولة منهم لجذب الجمهور من جديد بعدم ظهور التلفزيون وشاع على نطاق واسع واتجه جمهور السينما إليه.
عدسات خاصة ضاغطة للصور
تُستخدم تقنية «سينما سكوب» من خلال عدسة خاصة تضغط الصورة على عدسة الكاميرا، مما يؤدي إلى صورة مضغوطة في الاتجاه الأفقي تغطي مساحة أكبر مقارنةً بالعدسات التقليدية. هذا يوسع الرؤية ويسهم في نجاح هذه التقنية في صناعة الأفلام ذات الإنتاج الضخم التي تحتوي على مجموعات كبيرة وتفاصيل كثيرة. تساعد «سينما سكوب» في إظهار جميع هذه التفاصيل وعرض الحبكات السينمائية من زوايا متعددة، خاصة في أفلام هوليوود التاريخية وأفلام الحروب القديمة التي تتميز بوجود طاقم تمثيلي كبير وتفاصيل دقيقة. وقد أدى الانتشار الواسع لهذه التقنية إلى تغيير بعض الاستوديوهات الكبرى أسماءها لتتضمن «سكوب»، مثل استوديو «وارنر» الذي أصبح يعرف بـ«وارنر سكوب».
نشأة وظهور المصطلح
الفيزيائي الفرنسي «هنري كريتيان» اخترع هذه التقنية في أواخر عشرينيات القرن العشرين، حيث تمكن التقنية الكاميرا، من خلال إضافة عدسة خاصة، بضغط صورة عريضة على فيلم قياسي مقاس 35 ملم تقريبًا، ثم باستخدام عدسة إسقاط خاصة تتم استعادة وضوح الصورة وتوسيعها على شاشة عريضة دون تشويه النسب. وفي عام 1935، أطلقت سلسلة فوكس واحدة من ضمن عمليات صناعة شاشة عريضة الأكثر انتشارًا بين عام 1953 و1967، والتي عرفت باسم السينما سكوب، السابق للنظام الذي نعرفه اليوم بواسطة بانافيجن، الأكثر استخدامًا في الوقت المعاصر.
انتشار ونجاح التقنية
وبدأت الاستوديوهات في الاعتماد على هذه التقنية في إعداد العديد من الأفلام العالمية بشكل متزايد في أواخر الخمسينيات، من القرن العشرين بعدما حققت نجاحًا جيدًا فور ظهورها، حيث تم تصوير معظم الأفلام التي أصدرتها استوديوهات الأفلام الكبرى في هوليوود للعرض على شاشة عريضة، وتم تجهيز معظم المسارح لعرض هذه الأفلام وفق تقنية «سينما سكوب»، التي توافقت مع رغبات وتطلعات الجماهير آنذاك.