سوليوود «خاص»
يُستخدم مصطلح «الووشيا» في مجال صناعة السينما للتعبير عن نوع سينمائي شهير يستخدم فيه المحاربُ أو المحاربة السيوفَ والسحرَ والمهارات الأكروباتية من أجل تحقيق الخير العام. وهو مصطلح صيني الأصل ويُترجَم أحيانًا إلى «بطل فنون القتال». كما يتم إنتاج أعمال تلفزيونية من هذه النوعية «الووشيا» وتمتلك جمهورًا عريضًا حول العالم لما تقدمه من قصصًا درامية واجتماعية مثيرة ينتصر فيها الخير على الشر في الغالب.
ينتمي هذا المصطلح إلى الصين ودول شرق آسيا، حيث يتم استخدامه للتعبير عن فن الدفاع عن النفس، وقد انتشر بين دول العالم بسبب براعة صناع السينما العالمية في تقديم أفلام الووشيا التي لم تقتصر على السينما الصينية فقط، وذلك بسبب نجاحها ووجود متابعين وجمهور خاص لها من شتى أنحاء العالم ينتظر إنتاج هذه الأفلام القتالية المميزة، ويعد المخرج العالمي كوينتن جيروم تارانتينو، من أبرز المخرجين الذين قدموا أعمالًا عدة تعتمد على أسلوبٍ مُتقنٍ للغاية يتّبع تقاليد الووشيا السينمائية.
الأدب الشعبي الصيني
تعتمد هذه النوعية من أفلام الأكشن والحركة على السرد القصصي المعروف باسم «الووشيا»، وهو نوع من القتال يتسم بالفروسية والشهامة؛ حيث يشير مقطع «وو»، إلى الشجاعة والبسالة، وكلمة «ووشو» تعني فنون القتال؛ أما كلمة «شيا» فتُرجمت لمصطلحاتٍ عدة مثل بطل أو محارب بالسيف أو مغامر. وقد استوحت معظم أفلام «الووشيا» من قصص وأساطير الأدب الشعبي الصيني ومع التطور في مجال السينما تم تطوير العناصر البصرية ومشاهد الحركة المثيرة ومواقع الأحداث الغريبة والأبطال الاستثنائيين والأدوات المبتكرة التي يعتمد صناع السينما عليها خلال إعداد أفلام الووشيا.
بداية ظهورها
يعود تاريخ ظهور هذه النوعية من الأفلام إلى بداية ظهور السينما الصامتة؛ فقد أَنتج فيلم «إحراق معبد اللوتس الأحمر» عام 1928، وهو مأخوذ عن كتاب لشيان كايرن، ولكن أدَّى العنف المتزايد والمعاني الضمنية السياسية لهذه الأفلام إلى أن تمنع الحكومة إنتاجَها في الثلاثينيات، وكذلك الخمسينيات، ثم عادت للانتشار بشكلٍ أكثر تقليدية وكانت مرتبطة أسلوبيًا بالأوبرا الصينية والموضوعات الأخلاقية؛ لكن هذا النوع السينمائي ازدهر في الستينيات؛ حيث اكتسب في تلك الفترة شعبيةً واسعة؛ نظرًا لاحتوائه على رقصاتٍ مصممة بعناية وتحريكٍ عبقري للممثلين بأسلاك وشخصيات وقصص متزايدة في التعقيد.
أفلام «ووشيا» بارزة
«Hero»
يعد فيلمًا مهمًا جدًا في تاريخ أفلام الأكشن والووشيا الصينية؛ حيث قدم الكثير عن فنون القتال التقليدية الصينية، كما أنه يعتبر أكبر الأفلام تكلفة، وواحدًا من أكثر الأفلام تحقيقًا للأرباح في تاريخ الصين. وهو أول فيلم صيني يحتل المركز الأول بقائمة البوكس أوفيس. العمل مبني على قصة محاولة اغتيال أول ملوك إمبراطورية تشين بالصين عام 227 قبل الميلاد. وهو من إخراج وكتابة وإنتاج تشانغ ييمو.
«Fearless»
يستعرض العمل قصة حياة الأسطورة الصينية لفنون الدفاع عن النفس هيو يوانجيا، بعدما مر بظروف شخصية شديدة الصعوبة في أوائل القرن التاسع عشر، ولكنه استطاع مقاومتها واكتشاف ذاته عكس رغبة والده بالروح الحقيقية لفنون القتال، وكتابة اسمه بالخط العريض في تاريخ الصين. حيث رد اعتبارها ومكانتها بين القوى الغربية وتلاعب الإمبراطورية اليابانية، في قتال لا ينسى ضد ملاكم بريطاني، وسياف إسباني، وجندي بلجيكي، ومقاتل ياباني؛ وهو من إخراج: روني يو.
«Crouching Tiger, Hidden Dragon 2000»
قدم هذا العمل الكثير عن الثقافة الصينية وفن الووشيا. وتقع أحداثه خلال فترة سلالة مينغ الصينية، حيث ترصد قصة معقدة لعدة شخصيات تتشابك مصائرها خلال رحلة البحث عن سيف أسطوري عريق. إحدى هذه الشخصيات هي يو شين لين، محاربة متمرسة تعقد العزم على استرجاع السيف مهما كان الثمن، ويرافقها شاب نبيل وعنيد يصارع بين مشاعر الحب ومتطلبات الواجب. وهو من إخراج أنغ لي.