سلطان فادن
أفلام السينما تبقى أولًا وأخيرًا قصصًا وحكايات، تُروى بأشكال ورؤى مختلفة. وديدن السينما الجيدة دائمًا هو الابتكار والأفكار الجديدة. البقية هي التقنية.
فيلم «Here» من إنتاج عام 2024م، هو للمخرج روبرت زيميكس، صاحب سجل من الأفلام المميزة مثل «Contact, forrest Gump»، ومن بطولة شريك نجاحاته توم هانكس ومعه روبن رايت. الفيلم مشتق من قصة مصورة «2014» بنفس الاسم لريتشارد ماغواير.
تتناول القصة أحداث بقعة واحدة من الأرض وسكانها، وتمتد من الماضي البعيد إلى القرن الحادي والعشرين. أثناء الفيلم، غالبًا ما يتم تقسيم الشاشة إلى أجزاء متعددة، تعرض أحداثًا من فترات زمنية مختلفة في وقت واحد.
انطلاقا من الزاوية والنقطة الثابتة للرؤية، أخذ المخرج مساحته في سرد غير خطي للقصة، وكذلك باستعارة مباشرة من الواقع الحاضر بعرض عدة شاشات متزامنة على الشاشة الرئيسية. هذا، بالإضافة إلى موسيقى ضخمة متكلفة لزيادة التأثير الدرامي ولكسر الملل المتوقع.
الفكرة مبتكرة وجديدة، أضاف لها المخرج بناء ومعالجة درامية كافية. قد تكون خذلته محدودية المساحات لبعض المحاور، لكن استطاع تهميشها وتعويضها بالأدوات الأخرى.
إن كان هناك سبب لعدم تقبل النقاد لدرجة كافية للفيلم، فهو لأنه غير تقليدي وإن كان مبتكرًا. لكن حاليًا، هل جميع الأفلام تُصنَّف كأفلام!
المخرج زيميكس كحال المخرجين المميزين، وصل إلى مرحلة لسرد قصصه بالطريقة التي يراها ويفرض أسلوبه فيها بمساعدة التقنية المتقدمة.
مصنف «PG-13»والتقييم «7/10».