Catherine Bray
مستقبل ما بعد «Star Wars» يظل غامضًا بالنسبة للممثلين. قد تكون محظوظًا وتسير على خطى هاريسون فورد لتصبح واحدًا من أبرز نجوم السينما في جيلك. أو ربما تجد نفسك أكثر شبهًا بمارك هاميل، الذي بدأ بعيدًا عن الأضواء قبل أن يحقق مكانة مميزة، مثلما أصبح ممثل صوت مطلوب وحقق نجاحًا ثقافيًا. كانت كاري فيشر دائمًا أكثر تميزًا عن هذا المشروع، حيث استمرت في الكتابة وعملت في مجموعة من الأفلام المستقلة. أمَّا ديسي ريدلي، التي لعبت دور «راي» في أحدث سلسلة أوبرا الفضاء لجورج لوكاس، فتشير برفق من خلال مشروعها الجديد «Magpie» إلى رغبتها في الجلوس على طاولة فيشر، حيث تعمل على تطوير قصة هذا الفيلم المستقل بالتعاون مع الكاتب توم باتمان والمخرج سام ييتس لتحقيق رؤيتها.
تلعب ريدلي دور أنيت، أم لطفلين: رضيع وفتاة صغيرة اسمها تيلي «هيبة أحمد». على الرغم من روعة أطفالها، فإن زوجها بن «شزاد لطيف» شخصية معقدة ومحبطة. هو رجل حساس للغاية، لكنه في الوقت نفسه سلبي ومنعزل وسريع الانفعال. لا يسأل أنيت أبدًا عن يومها، بل يطلب منها باستمرار الاهتمام بعواطفه. وعندما تستجيب، ينزعج ويتهمها بالتملق. بن روائي طموح، إلا أنه لم يحقق النجاح المنشود، ويبدو أنه يحملها جزءًا من مسؤولية فشله. يمكن للمرء أن يشعر بالتوتر المتصاعد في العلاقة، وكأن أنيت تحاول باستمرار تلبية احتياجاته المتضاربة دون جدوى.
إنه أداء رائع من لطيف، فبدلاً من الاكتفاء بدور الشرير النمطي، تمكن بذكاء من تقديم شخصية ساحرة تتضح فيها الأسباب التي دفعت أنيت للاختيار معه. ريدلي لا تقل براعة عن لطيف، فهي تتجاوز دور الضحية أو المحاربة النمطية، وتقدم لنا أنيت شخصية معقدة تجمع بين السخرية اللاذعة والغضب المكبوت وخيبة الأمل المستترة، مما يثير في النفس مشاعر عميقة.
من الأفضل عدم التعمق كثيرًا في تفاصيل القصة، سواء لرغبتنا في الاستمتاع بها دون حرق الأحداث، أو لأن الحبكة ليست الجوانب الأقوى في الفيلم. قد تجد بعض الثغرات غير واضحة المعالم، وبعض الأجزاء أقل قوة من غيرها. الأهم هو أن السرد ليس الهدف الأساسي هنا؛ فالفيلم يقدم صورة متوترة وقاسية لعلاقة سامة، وهي صورة مقنعة ومثيرة للاهتمام.
المصدر: The Guardian