سلطان فادن
هذا المقال هو مراجعة فنية للفيلم المذكور، لا علاقة له بالأحداث السياسية.
فيلم المتدرب «The Apprentice» لعام 2024 من نوعية سيرة ذاتية ودراما وإثارة. وهو من إخراج المخرج الإيراني – الدنماركي علي عباسي، المشهور عنه أعماله الصريحة دون حدود.
ويتبع الفيلم نهجًا جريئًا في التعامل مع موضوعات المعلم والتلميذ والطموح والتعقيدات الأخلاقية. تدور أحداثه في عالم محفوف بالمخاطر، عن شاب يافع «ترمب» يُدفع إلى بيئة غامضة أخلاقيًا تحت إشراف معلم قوي وغامض «روي كوين». يقدم المخرج المعروف بتركيزه على السرديات المظلمة والمتعددة الطبقات، أسلوبًا بصريًا فريدًا وكثافة للقصة، مع التركيز على التوتر النفسي والصراعات الأخلاقية للشخصيات.
وتيرة الفيلم بطيئة عمدًا، وتتكشف بطريقة تبني التشويق مع السماح للجمهور بالتفاعل مع الصراعات الداخلية لبطل الفيلم.
التصوير السينمائي جيد، حيث تم استخدام الإضاءة الخافتة والغامضة واللقطات القريبة لالتقاط قلق الشخصيات واضطراباتها الداخلية. هذا، جنبًا إلى جنب مع الموسيقى التصويرية المؤثرة، ما يمنح الفيلم جوًا قمعيًا إلى حد كبير، ويعزز استكشاف القوة والضعف. ومع ذلك، فإن التركيز الشديد على المزاج والشخصية يأتي أحيانًا على حساب الوضوح السردي، ويخاطر الفيلم أحيانًا بفقدان انتباه الجمهور في مشاهد بطيئة وتأملية.
رؤية الفيلم هي فحص عميق وتأملي لما يعنيه أن تكون مرشدًا في بيئة، حيث يتم تحدي القيم الشخصية باستمرار. تشكل علاقة المرشد بالتلميذ محور الاهتمام، حيث يتم تصويرها بدقة تتجنب الصور النمطية السهلة، ويستخدم المخرج هذه الديناميكية لاستكشاف موضوعات أخلاقية معقدة. مع تعارض مُثُل البطل مع نظرة المرشد العملية «غير السوية»، مما يدعو الفيلم المشاهدين إلى التساؤل عما قد يضحون به من أجل النجاح وما إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة.
الفيلم لا يقدم إجابات سهلة، بل يستخدم بدلًا من ذلك الغموض لإجبار الجمهور على مواجهة معتقداته الخاصة حول القوة والنزاهة. وهذا الاختيار في الإخراج يشكل قوة ونقطة ضعف محتملة في الوقت نفسه. ورغم أنه يخلق سردًا متعدد الطبقات ومثيرًا للتفكير، فقد يترك بعض المشاهدين يشعرون بالانفصال، خاصة إذا كانوا معتادين على قرارات أخلاقية أكثر مباشرة.
فيلم قوي ومثير للتفكير يقدم نظرة فريدة من نوعها تميل بطريقة التنويم المغناطيسي إلى الجوانب المظلمة للتوجيه والطموح. الإخراج ماهر وجذاب بصريًا، رغم وتيرة الفيلم البطيئة.
فيلم صعب ويستحق المشاهدة للراغبين في الانخراط في تعقيداته الأخلاقية.
من أسهل أفلام السير الذاتية سردًا، والذي عادة تفشل مثل هذه النوعية من الأفلام من الإفلات من السرد الوثائقي.
أداء ممتاز من كل من سباستيان ستان «ترامب» وجيريمي سترونغ «كوين».
مناسب للكبار للمحتوى +18. التقييم «7.5/10».