سلطان فادن
في فيلم «Venom: The Last Dance» من استوديوهات وقصص مارفل، تستمر القصة هنا مع رحلة شخصية إيدي بروك في صراعه الداخلي مع البطل المضاد: فينوم «anti-hero». هذه المرة بسرد جديد ومعقد، يركز فيها الفيلم على قصة غامضة وجريئة تبتعد عن صيغ الأبطال الخارقين النموذجية، وتميل بدلاً من ذلك إلى نفسية وأخلاقيات الكائن فينوم.
يستخدم المخرج كيلي مارسيل «وبالتعاون في الكتابة والإنتاج مع النجم توم هاردي» أسلوبًا بصريًا متقلبًا ومجنونًا، مع انتقالات سريعة بين الحياة الداخلية لإيدي والمظاهر الجسدية لفينوم. لنرى تسلسلات الحركة أكثر حيوية وكثافة من الأجزاء السابقة، مما يعزز نبرة الفيلم كأكثر غموضًا وصبغة واضحة.
من الناحية الموضوعية، يركز الفيلم على الهوية والسيطرة والطبيعة المدمرة للازدواجية. يعكس صراع إيدي مع فينوم صراعًا داخليًا أعمق، وهو صراع يطمس الخط الفاصل بين البطولة والوحشية. يستكشف الفيلم بشكل رمزي مواضيع كالإدمان واعتمادية الأفراد على الآخرين. ظهرت في معاناة إيدي مع فينوم معاناة شخص يحارب شياطين داخلية لا يستطيع التخلص منها، مع تساؤل عن التضحيات الشخصية التي يمكن تبريرها في صالح القوة والحماية.
تدعم نغمة ومزاجية الفيلم المظلمة، التي تكاد تكون سوداء، استكشافه لهذه الموضوعات، مما يجعله أقرب إلى الرعب من أفلام الأبطال الخارقين التقليدية.
في حين يحقق الفيلم عمقًا ملحوظًا في استكشاف الشخصية، إلا أنه يتعثر أحيانًا في وتيرة الأحداث.
إن التركيز الشديد على الصراع الداخلي لإيدي يثري شخصيته، ولكنه قد يطغى على الحبكة الشاملة، مما يترك أجزاء من القصة غير مكتملة النمو. ومع ذلك، بالنسبة لمحبي السرديات الأكثر قتامة والتي تحركها الشخصية، فإن هذا الجزء جريء ومنعش.
إنه فيلم يتجنب الكليشيهات الموجودة في أفلام الكتب المصورة «الكوميك» من خلال تقديم فينوم كرمز للاضطراب الداخلي بدلاً من كونه مجرد بطل مضاد.
قد لا يكون هذا الفيلم جذابًا عالميًا، لكنه يقدم نظرة عميقة وصادقة وتأملية للجزء الأول «Venom»، الذي يتردد صداه لدى أولئك الذين يبحثون عن شيء مميز داخل نوعية أفلام الأبطال الخارقين.
توم هاردي حمل على عاتقه مهام للخروج بعمل لا ينظر له كفيلم آخر كوميك من مارفل، بل حرص على أن يكون فيلمًا ذا عمق مع جرعات درامية جيدة.
الفيلم مناسب للكبار فقط، للعنف وأيضًا للألفاظ.