Peter Bradshaw
عندما فاز هذا الفيلم بجائزة الأسد الذهبي لبيدرو ألمودوفار في مهرجان البندقية السينمائي هذا الصيف، كان هناك ثلاثة أنواع من النقاد المتفاجئين. بعضهم أُصيب بالدهشة عندما اكتشف أن هذه هي أول جائزة له في مهرجان أوروبي كبير، وآخرون تفاجؤوا بأن هذا الفيلم هو الذي حصل على الجائزة في النهاية. وكان هناك أيضًا من أبدى دهشته بأدب من حصول الفيلم على أي جائزة على الإطلاق. شخصيًا، وجدت الفيلم باهرًا وجذابًا وغامضًا بشكل مثير، كما هو الحال في أعماله الأخيرة، مع أداءات رائعة ومدركة ذاتيًا من جوليان مور وتيلدا سوينتون، بالإضافة إلى تيار من الظلام غالبًا ما يغفله المؤيدون والمعارضون.
هو أول فيلم روائي طويل له باللغة الإنجليزية، من تأليف ألمودوفار نفسه، مستندًا إلى رواية سيغريد نونيز «ما الذي تمر به؟». على الرغم من أنه يدور في الولايات المتحدة، فإنه صوِّر أيضًا في مواقع في إسبانيا؛ لذا قد تكشف لغة الفيلم الإنجليزية عن أسلوب ألمودوفار المعتاد وتجعلها تبدو صاخبة وغير أصيلة بالنسبة للبعض. نعم، أعترف: شخصية مصور الحرب التي تتمتع بسمات بوهيمية خفيفة ونزاهة سهلة تُعتبر نوعًا ما مستهلكة، والاعتماد على «الدارك ويب» لتسهيل تحول في الحبكة يبدو سطحيًا.
لكن بالنسبة لي، فإن هذا التحول إلى اللغة الإنجليزية يبرز فقط أسلوب صناعة الأفلام، الذي تعلمه ألمودوفار من هيتشكوك وسيرك، والذي يبدو له طبيعيًا ومشبعًا بالشعور. كما هو الحال دائمًا، هناك موسيقى تصويرية فخمة وشاملة، وكتل غنية من الألوان في التصميم، خاصة اللون الأحمر الجذري، وفي طريقة تتسم تمامًا بألمودوفار. القصة متعددة الطبقات ومتناثرة، مع مشاهد استرجاعية ومشاهد عرضية شبه منفصلة عن تدفق السرد.
إنغريد، التي تؤدي دورها جوليان مور، هي مؤلفة حققت مبيعات عالية تتعلم أن صديقة قديمة لها تعاني مرض السرطان، وهي شخص لم تتواصل معه أو تفكر فيه منذ سنوات؛ وهذه هي مراسلة الحرب مارثا، التي تلعب دورها تيلدا سوينتون. لقد واعدتا نفس الرجل «جون تورتورّو»؛ أولاً مارثا، ثم إنغريد. تلتقي المرأتان بحرارة في غرفة مستشفى مارثا الخاصة؛ يضفي ظل الموت عمقًا على صداقتهما المتجددة ويشجع مارثا على طلب خدمة من إنغريد. تنوي مارثا قضاء عطلة نهاية أسبوع هادئة أخيرة في منزل مستأجر في الريف، ثم إنهاء حياتها باستخدام حبة خاصة. ترغب إنغريد في أن تكون في الغرفة المجاورة أثناء ذلك، مع إمكانية الإنكار، بحيث يمكنها إخبار الشرطة بأنها لم تكن على علم بنوايا مارثا.
منذ البداية، تكون مارثا صادقة مع إنغريد، حيث تعترف بأنها لم تكن خيارها الأول. لقد طلبت المساعدة من شخصين أو ثلاثة آخرين، لكنهم رفضوا، وهو ما قد يجر إنغريد لاحقًا إلى مخاطر قانونية. ومع ذلك، لا تكون إنغريد صادقة مع مارثا بشأن شيء أكثر أهمية، رغم قربهما. يتيح لنا ألمودوفار التفكير في هذه المراوغة حتى النهاية، ومن المحتمل أن تُنسى في أذهان الجمهور بفضل المشاهد الاستثنائية اللاحقة مع ابنة مارثا، التي تُظهر قلة الأناقة.
فيلم «The Room Next Door» هو عمل يحمل بصمة ألمودوفار بوضوح، حيث يجمع بين أحلام الأشخاص والأماكن بطريقة ليست واقعية تمامًا. إنه مكان دافئ يكفي للاسترخاء في الهواء الطلق، ولكنه في أوقات أخرى، وربما حتى في نفس اللحظة، بارد بما يكفي لتساقط الثلوج، مما يستحضر السطور الأخيرة من قصة جيمس جويس «الأموات». فيما يتعلق بقضية الموت المساعد في الوقت المناسب، فإن تنوع الشخصيات الواضح يشكل ملاذًا ليس متاحًا للجميع، لكن الأفكار تُطرح بشغف وامتعاض. في النهاية، علينا جميعًا أن نقول وداعًا في يوم ما، ويجب أن نستعد لذلك.
المصدر: The Guardian