سوليوود «خاص»
نالت العديد من الأفلام التي أخرجها سعوديون استحسان النقاد وصناع السينما العالمية، حيث أشادوا باحترافية هؤلاء المخرجين في عرض القضايا المهمة بشكل واقعي ونقل الثقافة السعودية بدقتها. تناولت هذه الأفلام موضوعات اجتماعية وكوميدية درامية مشوقة، مما ساهم في تعزيز مشاركتها في المحافل السينمائية الدولية البارزة وتعريف الجمهور بصناع الأفلام السعوديين وإنتاجاتهم على المستوى العالمي. كما أدت هذه المشاركات دورًا مهمًا في التأكيد على انتعاش الحركة السينمائية في المملكة. نستعرض خلال السطور التالية قائمة تضم 8 مخرجين سعوديين أعمالهم شاركت في «المحافل الدولية»، ومنهم: «توفيق الزايدي»، و«علي الكلثمي».
«مشعل الجاسر»
اختار مهرجان تورنتو السينمائي الدولي فيلم الإثارة والتشويق السعودي «ناقة»، الذي أخرجه مشعل الجاسر، صاحب الرؤية الإبداعية غير النمطية، للمشاركة في دورته الـ48. كان العرض العالمي الأول للفيلم ضمن قسم «ديسكفري»، الذي يركز على الأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين من مختلف أنحاء العالم.
يروي الفيلم قصة شابة تقطّعت بها السبل في الصحراء للعودة إلى منزلها قبل فترة حظر التجوّل، تحت تهديد العقاب الشديد من والدها الصارم. ويجمع الفيلم إبداعات المواهب السعودية، فهو من بطولة: أضوى بدر، ويزيد المجيول، ومن إنتاج المعتز الجفري، وتشارك في إنتاجه نتفليكس واستوديو تلفاز 11.
«توفيق الزايدي»
شارك المخرج السعودي من خلال فيلمه «نورة» في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ77، ليصبح أول فيلم سعودي ينافس في المهرجان. تم عرض الفيلم في مسابقة «نظرة ما»، حيث قوبل باستقبال حار وتصفيق من الجمهور.
«نورة» هو أول عمل روائي سعودي طويل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا، وتدور أحداثه في قرية نائية في المملكة العربية السعودية خلال التسعينيات. تقضي نورة معظم وقتها بعيدًا عن عالم القرية، حتى يصل نادر، المعلم الجديد، إلى تلك القرية ويلتقي بها. تلهمه نورة، الشابة الشجاعة، وتوقظ شغفه بالفن، في حين يقدم لها نادر عالمًا أوسع من الاحتمالات خارج قريتها. تدرك نورة أنها بحاجة إلى ترك عالمها عندما تكتشف أن نادرًا ليس مجرد مدرس جديد، بل فرصة لتحقيق أحلامها.
الفيلم من بطولة: ماريا بحراوي، ويعقوب الفرحان، وعبدالله السدحان، وكتابة وإخراج توفيق الزايدي.
«علي الكلثمي»
شارك المخرج والكاتب السعودي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2023 بفيلمه «مندوب الليل»، الذي يُعتبر من أكبر المهرجانات السينمائية. يتضمن المهرجان العديد من العروض والمناقشات وورش العمل، ويشكل منصة للتطوير المهني لصانعي الأفلام، مما يتيح لهم فرصة التفاعل وتبادل الخبرات مع أبرز الخبراء في صناعة الأفلام من جميع أنحاء العالم.
كما جذب الفيلم السعودي الأنظار خلال عرضه في الليلة الثالثة من «مهرجان مالمو للسينما العربية» في دورته الـ14، حيث امتلأت قاعة عرض الفيلم في سينما بانورا بمدينة مالمو السويدية بعدد كبير من الجماهير العربية والسويدية لمشاهدته.
«محمد سلمان»
من خلال الفيلم القصير «مخيال»، حقق المخرج السعودي فرصة المشاركة في مهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الثامنة والستين. تدور أحداث الفيلم في 15 دقيقة، حيث يسرد قصة جد يمتلك مزرعة شبه مجدبة لا تغطي تكاليفها. يلاحظ الحفيد حماسة جده للبحث عن حل لمشكلة الجدب من خلال الاعتماد على الخرافة، معتقدًا أنها ستحل معضلته وتعيد الحياة إلى الأرض. لكن الخرافة لم تحل المشكلة حتى وافته المنية، مما يدفع الحفيد إلى تحطيم تلك الخرافة نهائيًا عبر إزالة آثارها من المزرعة. ويستبدلها بالأمل، باحثًا عن حلول عملية أفضل من خرافة لا تفيد ولا تضر.
سيناريو الفيلم من تأليف الكاتبة راوية، وهو من بطولة الفنانين: عبدالله رمضان، وعلي غالب، وسوزان عبدالله، والطفل حسين الحساوي.
«عبدالعزيز الشلاحي»
تمكنت أعمال المخرج السعودي الإبداعية من الظهور في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية المرموقة، ومن بينها فيلم الغموض السعودي «عطوى»، الذي شارك في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم الأفلام الدولية القصيرة، بالإضافة إلى مشاركته في المهرجان الدولي للفيلم القصير في برلين.
تدور أحداث الفيلم حول امرأة مسنة أرعبت سكان إحدى الهجر، التي سُمِّيت على اسمها فيما بعد. الفيلم من بطولة خالد صقر، وبمشاركة الفنان علي المدفع.
«ريم البيات»
شاركت المخرجة السعودية ريم البيات بفيلمها القصير «أيقظني» في مهرجان مدريد السينمائي عام 2017، حيث حصلت على جائزة أفضل مخرجة في فئة الأفلام القصيرة. تدور قصة الفيلم حول امرأة تُدعى سلام، تعاني من أزمات اجتماعية وتناقضات في حياتها، مما يتسبب في نشوء عقد نفسية لديها.
الفيلم من بطولة: إبراهيم الحساوي، وسمر البيات، وعهد كامل، وسماح زيدان، وراشد الورثان، وفيصل الدوخي؛ وسيناريو وحوار وإخراج ريم البيات.
«هيفاء المنصور»
جذبت أعمال المخرجة السعودية العديد من المهرجانات العالمية المتنوعة، حيث تم اختيارها للمشاركة فيها. كانت ضيفة في الدورة الـ28 من مهرجان القارات في مدينة نانت الفرنسية، وحصدت جوائز مرموقة. من بين هذه الأعمال، فيلم «وجدة» الذي يُعتبر أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية. مثَّل الفيلم السعودية في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي كبلد منتج للمرة الأولى في تاريخه، وهو أيضًا أول فيلم سعودي تُباع حقوق عرضه السينمائي لشركات أميركية وأوروبية.
بعد عرضه في مهرجان لندن السينمائي، حقق الفيلم ثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية السينمائي الـ69. وفي الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، حصلت هيفاء المنصور على جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم روائي عربي عن فيلمها «وجدة».
يروي الفيلم قصة إنسانية، ويحتفي بقيم مثل حب الحياة والإصرار والعمل الدؤوب، وهو من بطولة: وعد محمد، وريم عبدالله، وعهد كامل؛ ومن إخراج وكتابة هيفاء المنصور.
«أفنان باويان»
كان فيلم «سليق»، الذي يُعتبر من أبرز أعمال المخرجة أفنان، من بين الأعمال المميزة التي شاركت في «مهرجان مالمو للسينما العربية» بدورته الـ14، حيث حصل على منحة تطوير من المهرجان الذي يُقام في السويد. كما تم عرضه كعرض أولي في «مهرجان آنسي الدولي» لأفلام الرسوم المتحركة، حيث نافس على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير في قسم «وجهات نظر».
والعمل معد بتقنية ستوب موشن أنيميشن، وهو الفيلم القصير الأول من كتابة وإخراج «أفنان بويان»، واستغرق تصويره 65 يومًا في استديو لطيف بمدينة أمستردام الهولندية.
https://www.youtube.com/watch?v=CZ9PTWX4C5g