سوليوود «خاص»
يطلق مصطلح «السينما التجريبية» على نوعية خاصة من الأفلام التي تدمج في أسلوب بنائها بين الفنون البصرية والسينما التقليدية. ويتميز الفيلم التجريبي بغياب السرد الخطي، واستخدام تقنيات وتعبيرات تجريدية ورمزية خالصة ومتنوعة، تكون ملائمة للقصة مهما بلغت درجة رمزيتها أو تجريدها، والتي يتفنن صناع هذه الأعمال في توزيعها في كل المشاهد، حيث تساهم بشكل كبير في جعل الحبكة العامة للأعمال التجريبية غير واضحة بشكل كافٍ للمتلقي؛ ما يجعله يتأرجح بين مختلف المشاعر، والأفكار لترك مساحة كبيرة لتفسيراته الخاصة، ويكون بمنزلة مشارك في إعداد العمل ما يكسبه متعة عقلية خاصة تجعله متحمسًا لكل مشهد جديد من الفيلم حتى يصل إلى نهاية العمل، ويكون لهذه النوعية من الأعمال جمهور خاص تختلف ذائقته عن جمهور أنواع الأفلام الأخرى.
صانعو الأفلام التجريبية
يبدأ صانعو الأفلام التجريبية عمومًا كهواة، ويستخدم بعضهم الأفلام التجريبية كنقطة انطلاق في صناعة الأفلام التجارية أو ينتقلون إلى مناصب أكاديمية. عادةً ما يكون الهدف من صناعة الأفلام التجريبية هو تقديم الرؤية الشخصية للفنان، أو تعزيز الاهتمام بالتكنولوجيا الجديدة بدلاً من الترفيه أو توليد الدخل، كما هو الحال مع الأفلام التجارية. وقد نشأت صناعة هذه الأفلام مطلع عام 1920، وبدأ ينمو على هامش صناعة ونظام التجارة الفني، وتطور مع وفرة الأساليب الحديثة كغيره من الفنون السينمائية. ويعد الفيلم التجريبي الأكثر شهرة بشكل عام هو فيلم لويس بونويل وسلفادور دالي آن شين أندالو، الصادر عام 1929، وكذلك أفلام الرسوم المتحركة القصيرة لهانس ريختر، والأفلام التجريدية لأوسكار فيشينغر، وأفلام لين لي كانت أمثلة ممتازة لأفلام الطليعية الأوروبية الأكثر تجريدية. ويتم إنتاج هذه الأفلام بميزانيات منخفضة للغاية مع الحد الأدنى من الطاقم أو شخص واحد، وتُموَّل أو تُدعم بمِنح صغيرة من خلال الجهات المختصة بعالم صناعة السينما.
أفلام تجريبية متنوعة
«The Discreet Charm of the Bourgeoisie»: تم إنتاج هذا العمل في فرنسا وإيطاليا، وصدر عام 1972، وبلغت تكلفة إنتاجه حوالي 800 ألف دولار، وحصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
الفيلم التجريبي الكوميدي، هو من بطولة: فرناندو راي، ودلفين سييرنج، وميلينا فو كتيك؛ ومن إخراج: لويس بونويل.
«Satyricon»: يعد من أبرز الأفلام التجريبية التي صدرت عام 1969. ويستند بشكل كبير إلى عمل بترونيوس ساتيريكون، الذي كُتب في عهد الإمبراطور نيرون، وتدور أحداثه في روما الإمبراطورية.
الفيلم من بطولة: حيرم كيلر، ومارتن بوتير، وماكس بورن، ودانيكا لا لوجيا؛ ومن إخراج: فيديريكو فيليني.
«Eraserhead»: هو فيلم أميركي سريالي أنتج عام 1977، واعتبرته مكتبة الكونجرس مهمًا من الناحية الثقافية والتاريخية والجمالية، وقد اختير ليُحفظ في سجل الفيلم الوطني. ووصفه مخرجه بأنه حلم الظلام والأشياء المزعجة، وأنه أكثر أفلامه روحانية.
الفيلم من بطولة: جاك نانس، وألين جوسبن؛ ومن إخراج: دايفيد لينيش.