سوليوود «خاص»
يعبر مفهوم «السينما الصامتة» عن الأفلام التي ظهرت مع بداية ظهور الفن السابع، وهي تضم الأعمال التي لا وجود للحوار بين أبطالها، كما لا توجد بها المؤثرات المختلفة التي تشكل قوام الأفلام السينمائية الأخرى؛ ليكون الاعتماد بالأساس على الصور والتعبيرات الإيحائية والمشاهد الرمزية التي يتفنن ويبدع صانعو هذه المدارس السينمائية في جعلها تجذب حواس المتابعين وتجعلهم في حالة اندماج وتفاعل واسع مع أحداثها، رغم اختلاف جنسياتهم ولغاتهم. وكانت السينما الصامتة الأشهر في بداية صناعة الفن السابع قبل تطور الصناعة وآلياتها المتنوعة، التي تسمح بدمج الصوت مع الصور وإضافة مؤثرات أخرى.
كيف نشأت؟
يعود بداية نشأة السينما الصامتة إلى عام 1902، حيث كانت التقنيات الحديثة التي تسمح بدمج الصوت مع الصور خلال الأحداث غائبة، وتم خلالها تقديم أعمال ذاع صيتها وحققت نجاحًا ضخمًا لمخرجين مؤثرين من بينهم: ديفيد غريفث، وإدون بورتر، وجورج ميلي، الذين غاب عن أعمالهم دمج أي مؤثرات أو موسيقى خلال الأحداث. لكن الاعتماد كان على الرمزية وأداء الممثلين فقط. ثم بدأ بعدها صناع الأفلام تطوير هذه الأفلام من خلال إضافة عناصر فنية جديدة منها مؤثرات صوتية، لكن في غياب تام للحوار، وكان من بينها أعمال مخرجين منهم: شارلي شابلن، وسيرجي إيزنستاين، وباستون كيتون.
أبرز أفلام السينما الصامتة
«The Artist»: حصل فيلم الدراما الفرنسي الصامت على خمس جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل لجان دوجاردان، الذي أصبح أول فرنسي يفوز بهذه الجائزة. تدور الأحداث حوالي سنة 1927، وتُظهر جورج فالتين، ممثلاً يؤدي أدوارًا في الأفلام الصامتة، وكيف تتقلص شعبيته وتتدهور أوضاعه بعد اختراع الأفلام الصوتية، بينما تنجح بيبي ميلر في دخول عالم الشهرة.
الفيلم الصادر عام 2011، هو من بطولة: بيجو برنيس، وجان ديجردان؛ ومن إخراج: ميشيل هازنافيسيوس.
«Battleship Potemkin»:
الفيلم السوفييتي الصامت الذي أنتج عام 1925، يعد من كلاسيكيات السينما، وقد اختير عام 1958 كأفضل فيلم في تاريخ السينما في معرض عالمي في بروكسل. وهو مأخوذ عن قصة حقيقة، ويؤرخ الثورة العمالية في مدينة سان بطرسبرج عام 1905. وتبدأ أحداثه باحتجاج عمال السفينة المدرعة بوتمكين على الأوضاع المزرية، وهو ما يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط.
الفيلم من بطولة: ألكساندر أنتونوف، وفلادمير بارسكي، وألكسندر ليفيشين؛ ومن إخراج: سيرغي أيزنشتاين.
«The General»:
الفيلم الأميركي الكوميدي الصامت صدر عام 1926، وهو مستوحى من مطاردة القاطرة الكبرى، التي حدثت في عام 1862. ويحكي عن مهندس يعمل في سكك الحديد الغربية والأطلنطية ويحب قاطرته جنرال. بعد أن تصل الحرب الأهلية إلى منطقته، يذهب ليتطوع في الجيش الجنوبي؛ لكن لا يتم قبوله لأنه أكثر قيمة كمهندس، فتغضب منه حبيبته أنابيلا ظنًا منها أنه رفض أن يتطوع، بعد ذلك يسرق جواسيس الجيش الشمالي قطاره فيذهب وراءهم ليسترد قطاره.
الفيلم من بطولة: باستر كيتون، وماريون ماك، وجيم فارلي؛ ومن إخراج: باستر كيتون، وكلايد بروكمان.
«Modern Times»:
فيلم كوميدي أميركي صامت من عام 1936. تتبع حبكته شخصية المُشرَّد، الذي يفشل هذه المرة في أن يكون عاملًا بخط التجميع في أحد المصانع، حيث يصيبه التوتر لفرط سيطرة الآلة على كل شيء بالمصنع، حتى إنه يأكل ويشرب عن طريق ماكينة تم اختراعها خصوصًا لتوفير الوقت والمال، مما يدفعه للعودة إلى الشارع مجددًا.
الفيلم من بطولة: تشارلي تشابلن، وبوليت غودارد، وهنري بريجمان؛ ومن إخراج: تشارلي تشابلن.