سلطان فادن
مبني على رواية 1987م للكاتب والمحامي الأميركي سكوت تورو. تم إنتاج الفيلم عام 1991م. مخرج الفيلم هو ألان باكولا، له رصيد من الأفلام الجيدة، وكان ضمن مجموعة الموجة الجديدة التي سمّيت بـ«هوليوود الجديدة» والتي امتدت من الستينيات إلى أوائل التسعينيات، وكانت لهم طريقتهم في إنتاج الأفلام وفي التسويق وفي طريقة جذب التمويل من الاستوديوهات الكبرى.
الفيلم كان له كتابة حوار جيدة وأداء مميز لهاريسون فورد، وأحداث مثيرة داخل المحكمة كان لها أثر كـ«Genre» في عدة أفلام تلته، مع مفاجأة نهاية الفيلم.
أمَّا المسلسل على البث المباشر المبني على نفس الرواية «يأتي بعد 33 عامًا من إطلاق الفيلم 1990م»، فكما كان متوقعًا لم يأتِ بنفس محتويات وأدوات الفيلم كي يكون مجرد سرد مطول على مدى 8 حلقات «دون حرق». أهم أدوات المسلسل كانت المساحة الكافية لتطوير الشخصيات الرئيسية «خصوصًا شخصية راستي، ليكون أكثر إنسانية».
مقارنة المسلسل بالفيلم كانت واردة فقط لفئة معينة من كبار السن الذين تسنَّى لهم مشاهدة الفيلم. الاختلاف في المسلسل كان المفاجأة في النهاية.
القراءة المسبقة للرواية لم تكن تحديًا كبيرًا للمشاهد للاستمتاع بمشاهدة الفيلم. الفيلم له سيناريو وحوار مميزان، وأداء الممثلين تم بطريقة وإدارة ذكية من المخرج باكولا عبر اقتباس مدروس، والفيلم يعبر عن رؤيته للرواية. أمَّا دور متلبس الاتهام كان مناسبًا جدًا لقدرات هاريسون فورد، لذلك ظهر بطريقة ملمة ومستوعبة لمساحته.
المسلسل وبانعزال عن الفيلم جاء كأحد أفضل مسلسلات الإثارة في المحاكم في عصر المسلسلات الحالي. لكن المسلسل، وإن كان جوه العام أكثر أناقة، افتقد الروح قليلًا، وخصوصًا للأدوار النسائية، وعابه بعض الابتذال في التحول إلى دراما عائلية. وإن كان من غير الإنصاف مقارنة جايك غالينهول بهاريسون فورد لاختلاف الزمن والظروف، إلا أن فورد كان أفضل. وهذا ليس تقليلًا من غالينهول، بل لأن غالينهول ما زال لديه الكثير لم يستغل بعد. كلا العملين مناسب للكبار فقط للمحتوى.