سوليوود «خاص»
أكد المخرج عبدالرحمن الجندل، أن السينما السعودية تمتلك مخزونًا كبيرًا من القصص الملهمة التي يمكن تحويلها إلى أعمال سينمائية، موضحًا أنه يحب تقديم الأعمال التي تتعلق برسالة الأخوة والعائلة.
وتحدث الجندل في حوار خاص مع «سوليوود» عن تجربته الأولى في صناعة الأفلام، ونوعية الأفلام التي يحب العمل عليها، وأبرز ما يميز السينما السعودية والتحديات التي تواجه هذا المجال، وما ميز السينما السعودية عن نظيرتها العربية والعالمية، وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالسينما السعودية، وإلى نص الحوار.
1- كيف كانت تجربتك الأولى في صناعة الأفلام؟ وما الذي تعلمته منها؟
أول تجربة كانت إنتاج فيلم قصير، وتعلمت من خلالها أهمية وجود نص قوي. لأن النص هو نواة الفيلم وأساسه؛ فكلما كان الأساس متينًا وقويًا، وضح الهدف لفريق العمل وسهل آلية العمل لخدمة النص وتحويله لعمل بصري وسمعي ممتع.
2- ما هو الفيلم السعودي المفضل لديك؟
نحن في مرحلةٍ كل الإنتاجات السعودية مفضلة لدي، وحريص كل الحرص على دعمها ومتابعتها؛ لأننا نعمل كفريق فنانين وصناع أفلام في تشكيل صناعة الترفيه السينمائي والأفلام في المملكة. من أمتع الأفلام ترفيهيًا فيلم «سطار» و«شمس المعارف» وسينمائيًا فيلم «الهامور»، و«ناقة»، و«حد الطار»، و«مندوب الليل».
3- من هو المخرج السعودي الذي تتطلع دائمًا إلى أعماله الجديدة؟
كل المخرجين السعوديين باختلاف خبراتهم وتجاربهم أتطلع إلى أعمالهم. ولكن هنالك بعض المخرجين الأصدقاء الذين تجمعني بهم علاقة صداقة طويلة تشاركنا الطريق من البدايات مثل: «علي الكلثمي»، و«مشعل الجاسر»، و«الأخوين قدس»، و«عبدالعزيز الشلاحي»، و«عبدالإله القرشي»، و«توفيق الزايدي»، دائمًا ما أكون حريصًا على متابعة أعمالهم الجديدة.
4- من هو الممثل أو الممثلة السعودية الذي تعتقد أن له مستقبلًا واعدًا؟
يوجد الكثير من الممثلين الذين لهم مستقبل واعد، منهم: «أحمد الكعبي»، و«مطلق مطر»، و«عبدالله متعب»، وغيرهم كثير. لكن هناك ممثل أراهن عليه هو الفنان «مهند الصالح»؛ لكونه فنانًا متكاملًا له مستقبل مشرق، بدأ شرارة النجومية مؤخرًا، ولكن ما زال لديه الكثير ليقدمه.
5- ما هو نوع الأفلام التي تفضل العمل عليها؟ ولماذا؟
الأفلام التي تتعلق برسالة العائلة والأخوة، لكونها الأهم عندي شخصيًا، ولتنوعها العالمي، حيث إن العلاقة العائلية والأخوية هي علاقة عالمية؛ لأن لكل شخص في هذا العالم أبوين كانا السبب في ولادته، وصديق من أي دولة كنت أو أي دين تتبع.
6- ما هي القصص أو المواضيع التي تعتقد أنها لم تُستكشف بعدُ في السينما السعودية؟
شخصيًا أعتقد أن لدينا مخزون قصص كبيرًا جدًا، ولكن توجد قصص بطولية للقطاع العسكري تستحق أن تُروى، لم تسنح لها الفرصة إلى الآن، وهي قصص واقعية. وكذلك القصص البطولية المحلية للأفراد سواء كانت تضحية لإنقاذ آخرين أو كفاحًا للوصول لهدف رغم التحديات.
7- ما الذي يميز السينما السعودية عن نظيرتها العربية والعالمية؟
يميزها 36 مليونًا و900 ألف حياة، و13 منطقة، وثقافات متعددة لم تسنح لها الفرصة في سرد قصتها إلا مؤخرًا.
8- ما هو الفيلم العالمي الذي تتمنى إعادة إنتاجه في السعودية؟
Lawrence of Arabia.
9- ما هي التحديات التي تواجهها في صناعة الأفلام بالسعودية؟
تحديات كثيرة، ولكن أهمها توفر مقدمي خدمة إنتاج، ومختصين سينمائيين أكثر، حيث ما زال السوق بحاجة إلى أكبر عدد ممكن ويتسع للجميع.
10- كيف ترى تأثير السينما على الثقافة السعودية؟
السينما هي إحدى القوى الناعمة التي تؤثر بشكل كبير على الثقافة في حال تم إنتاجها بشكل صحيح، واهتمام الدولة بالقطاع الثقافي والسينمائي أكبر دليل على تأثيرها على الثقافة المحلية، ونقلها إلى الثقافات العالمية.
11- ما هو الفيلم السعودي الذي تعتقد أنه حقق أكبر تأثير على الجمهور؟ ولماذا؟
فيلمان – من وجهة نظري – كانا لهما تأثير ملحوظ على الجمهور، وهما: فيلم «سطار» لكونه فيلمًا رياضيًا كوميديًا يشبهنا، وفيلم «شباب البومب» لجماهيريته السابقة في التلفزيون واليوتيوب، وتركيزهما على شريحة الأطفال والمراهقين، وفيلم «ناقة» لجرأته في الطرح.
12- كيف ترى دور المرأة في صناعة السينما السعودية؟
هنالك جهود واضحة من مخرجات سعوديات أمثال «هيفاء المنصور»، و«هناء العمير»، و«هند الفهاد» في المجال من قبل إعادة فتح دور السينما في المملكة، وبعد إعادة الفتح هنالك أسماء لمعت في مجال صناعة الأفلام مثل: «سارة منيف»، و«سارة مسفر»، و«فاطمة البنوي»، و«جواهر العامري»، وغيرهن الكثير. وباعتقادي ما زالت صناعة السينما بحاجة لأصوات وصانعات أكثر لطرح القصص النسائية التي لم تُروَ بعدُ، حيث لن يتمكن الرجل من فهم وطرح القصة النسائية مثل المرأة.
13- ما هي الجوانب التي تعتقد أن صناعة السينما السعودية بحاجة إلى تحسينها؟
من أهم الجوانب – من وجهة نظري – هي تأسيس نقابات خاصة للقطاع كنقابة الممثلين، والمخرجين، والمنتجين، والكتاب وغيرهم، لحماية حقوق الجميع بشكل قانوني والتأكد من استمرارية وتطور الصناعة والتعلم من أخطاء الغير، وتجنب وقوعها في المستقبل.
14- ما هي المبادرات التي تتمنى رؤيتها من القطاع الحكومي أو الخاص لدعم صناعة الأفلام؟
المبادرات كثيرة من القطاع الحكومي والخاص ويُشكرون على الجهود العظيمة التي تُبذل في هذا المجال. ولكن ما زلنا بحاجة إلى كثافة أكثر وتنوع في المبادرات الدائمة ذات الأثر الأطول. على سبيل المثال لا الحصر: إنشاء أكاديميات مختصة لتعليم صناعة الأفلام والتصوير السينمائي بخبراء ومختصين بالمجال من جميع أنحاء العالم؛ وذلك لنقل الجانب الأكاديمي والخبرة العملية في المجال، بالإضافة إلى وجود تشريعات تنص على سلامة فريق العمل سواء كان خلف أو أمام الكاميرا بالشكل الأساسي، وتشريع أسس السلامة المتبعة وتحديثها بشكل سنوي، ووضع حد أدنى للأجور لفريق العمل خلف وأمام الكاميرا، وتسهيل إجراءات التأمين الصحي للعاملين على القطاع بشكل حر.
15- ما هي نصيحتك للشباب السعوديين الراغبين في دخول مجال الأفلام والسينما؟
اقرأ لتزيد من آفاق مخيلتك وعش تجارب جديدة ومختلفة في حياتك لترفع من ثقافتك الاجتماعية، ولتطلع على قصص وأحداث من الممكن أن تلهمك لكتابة عملك القادم. اكتب القصة التي تلهمك واصنع القصة التي تشعل فيك الحماس.