سوليوود «متابعات»
انطلقت فعاليات «مهرجان كان السينمائي الدولي» 2024، مساء الثلاثاء، بتقديم جائزة السعفة الذهبية الفخرية إلى الممثلة الأميركية «ميريل ستريب».
ولدى تسلمها الجائزة، قالت ستريب البالغة من العمر 74 عامًا، وسط تصفيق حاد: «كنت على وشك أن أبلغ الأربعين من عمري، واعتقدت أن مسيرتي المهنية قد انتهت.. السبب الوحيد لوجودي هنا الليلة هو الفنانين الموهوبين الذين عملت معهم. أنا مدينة لكم جميعًا بالكثير».
من هي ميريل ستريب؟
على خشبة الحياة، تُجسد «ميريل ستريب» أدوارها بكل إتقان، فتُصبح روحًا تسكن جسد كل شخصية، وقصة تُروى على لسانها.
منذ بداياتها على خشبة المسرح، خطفت أنظار الجميع بقدرتها الفريدة على التقمص، فكانت كالفراشة التي ترفرف بأجنحتها من شخصية إلى أخرى، تاركة خلفها بصمة لا تُمحى في قلوب محبي الفن.
حكاية نجمة بدأت في نيو جيرسي، حيث وُلدت ميريل عام 1949، حاملةً في طياتها شغفًا لا ينضب للتمثيل.
لم تمنعها صعوبات الحياة من السعي وراء حلمها، فتسلّحت بموهبتها الاستثنائية وعزيمتها الراسخة، وشقت طريقها نحو النجومية.
إبداع عابر للشخصيات
على مرّ السنين، أبدعت ميريل في تجسيد مختلف الشخصيات، من نساء عاديات واجهن تحديات الحياة، إلى شخصيات تاريخية معقدة.
تنقلت بين الأدوار ببراعة فائقة، تاركةً بصمةً مميزةً في كل عمل فني شاركت فيه. فكانت «صوفي» في «اختيار صوفي»، و«كارين» في «كرامر ضد كرامر»، و«مارغريت تاتشر» في «المرأة الحديدية»، وهي شخصيات خالدة في ذاكرة السينما.
لم تقتصر إبداعات ميريل على الشاشة الفضية، بل امتدت لتشمل المسرح والتلفزيون. ففي كلّ ظهور لها، تُبهر جمهورها بقدرتها على تجسيد المشاعر الإنسانية بكلّ صدقٍ وتلقائية.
حصدت ميريل العديد من الجوائز المرموقة، منها 3 جوائز أوسكار و8 جوائز غولدن غلوب، لتُصبح أكثر ممثلة ترشّحًا لجائزة الأوسكار في التاريخ.
لكنّ إنجازات ميريل تتخطى الجوائز والاعترافات الرسمية. فموهبتها الفريدة وإخلاصها للفنّ جعلتها رمزًا ثقافيًا ملهمًا، ونموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة.
ففي كلّ أداءٍ تقدمه، تُرسل ميريل رسالةً للعالم، رسالة تُمجد الفنّ وتُعلي من قيمة الإبداع. رسالة تُؤكّد على أنّ الفنّ لغةٌ عالميةٌ تتخطى الحدود والاختلافات، وأنّه قادرٌ على لمّ شمل القلوب وتوحيد الإنسانية.
«ميريل ستريب»، نجمةٌ لامعةٌ على مسرح الزمن، حكايةٌ تُروى بأحرفٍ من ذهب، وإلهامٌ لا ينضب للأجيال القادمة.