نرمين يسر
يشهد العالم هذه الأيام الحدث السينمائي الأكبر في مدينة كان العريقة كواحد من أكبر المهرجانات الثلاثة في العالم «مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان برلين بألمانيا»، حيث انطلقت الدورة الأولى للمهرجان في اليوم الأول من شهر سبتمبر 1939، ولم يكمل المهرجان يومه الثالث حتى نشبت معركة حربية بين فرنسا وبريطانيا من جهة، وبين ألمانيا من جهة أخرى، مما أدى إلى تأجيل المهرجان وتعليقه لأجل غير مسمى، حتى عاد مجددًا في منتصف عام 1946. غير أننا في انتظار الدورة 77 التي تتميز هذا العام بالمشاركات العربية المتعددة وعلى رأسها المشاركة السعودية التي لم تتوقف منذ ستة أعوام، أي منذ أول مشاركة للسعودية في دورة المهرجان 71، حيث شاركت بتقديم مجموعة من الأفلام القصيرة. ولاقت هذه المشاركة الإعجاب والتفاعل من قبل الجمهور وإدارة المهرجان.
وهذا العام في مايو 2024، تشارك السعودية بفيلم «نورة» للعرض ضمن مسابقة «نظرة ما»، وبذلك يصبح أول فيلم سعودي يتم اختياره في المسابقات الرسمية بالمهرجان. والفيلم من بطولة يعقوب الفرحان وماريا البحراوي، وحصل على جائزة من مسابقة «ضوء للأفلام» التي تنظمها هيئة الأفلام السعودية.
وتشارك الصومال بفيلم بعنوان «القرية المجاورة للجنة»، وتدور أحداثه عن عائلة صومالية تسكن منطقة نائية، حيث يواجه كل فرد منهم التحديات في تحقيق أحلامه في ظل التعقيدات الاجتماعية. الفيلم من إخراج محمد الهراوي، وبطولة عتاب أحمد وعلي فرج وأحمد محمود، ومدير التصوير المصري مصطفى الكاشف، ويُعرض في مسابقة «نظرة ما». ويعد الفيلم أول فيلم صومالي روائي طويل، تم تصويره في الصومال، وفاز بعدة منح إنتاجية في مراحل تطويره من بينها منحة صندوق برلينال للسينما العالمية بمهرجان برلين، ومنحة ما بعد الإنتاج من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي.
وفيلم مصري ينافس على عدد من الجوائز، منها الجائزة الكبرى لأفضل فيلم سينمائي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل ممثل، وجائزة التوزيع، بعنوان «رفعت عيني إلى السماء» من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، والذي يدور حول مجموعة فتيات يعشن في قرية ويقررن تأسيس فرقة مسرحية لعرض تلك العروض المسرحية المستوحاة من الفلكلور الصعيدي، والتي تجسد مشاكل واقعية مثل الزواج المبكر للفتيات والعنف الأسري، بالإضافة إلى إصرارهن على تحقيق أحلامهن بالسفر إلى القاهرة للدراسة والتمثيل والغناء ورقص البالية. والفيلم من بطولة هايدي سامح، وماجدة مسعود، ومونيكا يوسف، ومريم نصار.
فيلم مصري آخر يشارك ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، من إخراج هالة القوصي، وهو بعنوان «شرق 12»، من بطولة أحمد كمال، وعمر رزيق، وفايز شامة، ومنحة البطراوي، ويدور في إطار الكوميديا السوداء التي تسلط الضوء على حب السلطة والسيطرة منذ الطفولة.
ومن فلسطين يشارك فيلم «إلى أرض مجهولة»، المقتبس من رواية غسان كنفاني بعنوان «رجال في الشمس». ويدور حول رجلين من اللاجئين في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان تربطهما صداقة ويهربان متوجهين إلى أثينا ليبدآ حياة جديدة، لكن تتغير الخطة عندما يفقدان الأموال التي كانت بحوزتهما. والفيلم من إخراج الفلسطيني مهدي فليفل، الذي حاول توثيق حياة اللاجئ الفلسطيني من خلال عدة أفلام مثل: شادي والبئر الجميل، ووقعت على عريضة، وعودة رجل.
ومن الجزائر الفيلم القصير «بعد الشمس»، وهو واحد من أفلام الطريق، والذي يدور حول رحلة لعائلة جزائرية بالسيارة من ضواحي باريس إلي مارسيليا في أحداث يمتزج فيها الواقع بالخيال والحنين إلى الوطن في تناغم رقيق من الإنتاج الفرنسي البلجيكي الجزائري المشترك، ومن إخراج ريان مكيردي.
«البحر البعيد» فيلم من المغرب يُعرض في «أسبوع النقاد»، من إخراج سعيد حميش وبطولة أيوب كريطع، وجريجوار كولن، وأنا موجلاسيس، وإنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا وقطر وبلجيكا، في إطار إلقاء الضوء على الهجرة غير الشرعية من خلال قصة شاب يقرر في التسعينيات الهجرة إلى مدينة مارسيليا، وهناك تبدأ التحديات بعد معرفته بمجموعة من المهاجرين المتورطين في أعمال إجرامية. وشارك الفيلم في ورشة أطلس لمهرجان مراكش الدولي 2022، وهو ثاني فيلم لمخرجه.
وفيلم مغربي آخر يشارك في مهرجان كان، من إخراج نبيل عيوش، وبطولة نسرين الراضي. ويدور عن راقصة تُدعى شيخة، وهي شغوفة بعملها وتبحث عن مستوى معيشي أفضل من أجل ابنها الأصم، لذا يمتلئ الفيلم بالمشاهد الإنسانية.