سوليوود «خاص»
يعبر مصطلح «الميزانسين» عن عملية بناء وتكوين اللقطات والمشاهد وربطها بعضها ببعض بشكل متكامل؛ إذ يُستخدم في عالم صناعة السينما والمسرح لوصف جميع مكملات المشهد الموجودة ضمن إطار الصورة المرئية، كحركة الممثلين وحركة الكاميرا، والإضاءة والديكور، بهدف نقل الصورة الحية إلى المتلقي عبر الشاشة.
إعداد الأفلام و«الميزانسين»
يمثل «الميزانسين» أبرز الحلول البصرية والإدارية في تكوين العمل السينمائي وتخطيط المشاهد. ويمثل المصطلح السينمائي تعاون المخرج الأول للأفلام مع فريق العمل بشكل كامل، ومنهم مصممو الإنتاج فيما يخص الشكل العام للديكورات، وألوانها، وفن اختيار قطع الأكسسوار والأزياء المستخدمة للممثلين خلال تصوير الأعمال، وهو ما يوضح بشكل كبير طبيعة الحالة الاجتماعية والاقتصادية للشخصيات وطبيعة الزمان الذي تقع خلال أحداث الأفلام، كما يجعله يتعاون مع المصور لتحديد نوع وشكل الضوء المستخدم أثناء التصوير، سواء كان ليلًا أو في الصباح، خلال الكادرات، إلى جانب تقسيم المشاهد إلى لقطات منفصلة، وبناء هذه المشاهد بشكل متكامل ومقبول. كما يعد الممثلون المشاركون في تقديم الأعمال، جزءًا بارزًا من «الميزانسين»، من حيث هيئتهم الظاهرة خلال عمليات التصوير، وطبيعة الحركة الخاصة بكل شخصية، وتوقيت الدخول والخروج من الكادرات، والتبادل فيما بين طاقم العمل في الحركة التي يعتمد عليها كثيرًا كبديل لعمليات المونتاج؛ إذ يجتمع طاقم العمل كليًا من أجل إخضاع كل العناصر المختلفة لتركيب «الميزانسين»» خلال صناعة الأعمال بصورة ناجحة تسمح بتميز وتفوق هذه الأعمال عند طرحها.
دوره في نجاح الأعمال
يعول صناع الأفلام على «الميزانسين»، كثيرًا من أجل نجاح الأفلام في شباك التذاكر، وعلى مستوى النقاد؛ لأنه يساهم بجزء كبير في إيهام المشاهد وجعله يصدق كل تفاصيل القصص كما يخطط لها المخرج، وذلك من خلال إيصال الحبكة والإيحاءات والمشاهد والمود العام للشخصيات الرئيسية والفرعية في الأفلام بصورة مقنعة ولافتة لحواس المتلقي، للحد الذي يجعله يتفاعل ويتأثر بالحبكة. علاوة على أن «الميزانسين»، يمثل أبرز وسائل المخرج والمؤلف للتعبير عن رسائل والحبكات الخاصة بالأفلام. وهو أيضًا، من أهم أدوات النقاد، التي يعتمدون عليها لتحليل الأعمال ومعرفة نوعها ومدى صلاحيتها وتقديرها.
أصل المصطلح
يعد «الميزانسين» مصطلحًا فرنسي الأصل، وكان يُستخدم في البداية في المسرح من قبل المخرج، حيث يقوم بتوزيع الممثلين على خشبة المسرح من زاوية تسمح للمتفرج برؤيتهم من كل النواحي ومتابعة تعبيراتهم وحركاتهم والحوار، وتم استخدامه فيما بعد في عالم صناعة السينما حيث يعبر عن فن بناء اللقطات وربط الأحداث بعضها ببعض بشكل معبر ولافت لعقل وحواس المتابعين. ويعتبر أول من أدخل هذا المصطلح على قطاع صناعة السينما، السينمائي الشهير السوفييتي ميخائيل روم، وهو من أبرز المخرجين السينمائيين في الحقبة السوفييتية، وهو بالإضافة إلى عمله بالإخراج وكتابة السيناريو، كان من أبرز الذين اشتغلوا على النظرية السينمائية، واهتم بتعميم ونشر مصطلح «الميزانسين» السينمائي، ودافع عنه وعن أهميته لإدخال المشاهد داخل الأحداث في الفيلم، في محاولة للكشف عن إمكانيات وخواص وطبيعة وآفاق فن السينما.