مع متابعة الجهود التي بذلتها مصممة الأزياء إيمي باوني لضمان الحصول على جميع المواد الخاصة بخط أزيائها من مصادرٍ مستدامة، لم يبدُ أول فيلم للمخرجة بيكي هوتنر وكأنه مهتمًا باستكشاف موضوعه بصورةٍ ناقدة.
أنابيل باي جاكسون
في «Fashion Reimagined»، وهو أول فيلم روائي للمخرجة بيكي هوتنر، يظهر أن الفرق بين الفيلم الوثائقي والعلاقات العامة هشًا بشكل محبط ومعرّض للتلاشي بسهولة. وتبعًا لما قامت به مصممة الأزياء إيمي بوني في مهمتها لإنتاج تشكيلة من الملابس المستدامة، حرصت هوتنر على استخدام ما تقوم به بوني لاجتياز التداخل الشائك بين عالم الأزياء والموضة والسياسة البيئية. ولكن في حين أن الأفلام الوثائقية الأخرى عن الموضة تستمتع ببذخ وتفرد هذه الصناعة الانعزالية مثل ما يتضح للمشاهد في فيلم «Dior and I» لعام 2014 وفيلم «The First Monday in May» لعام 2016، فيختلف الفيلم الوثائقي «Fashion Reimagined» بتقديم ادعاء أخلاقي مميزًا لنفسه: فتُعتبر إيمي بوني «مناصرة» للبيئة وليست مجرد عاشقةً للأزياء أو مصممة مشهورة.
إن الثورة البيئية وعد قوي. ووفقًا لما جاء في الفيلم، أظهرت الإحصاءات المقلقة التي تحدد التأثير الكارثي للاستهلاك الجماعي للملابس– أن مصير 3 من بين كل 5 قطع نشتريها في مكب النفايات في غضون عام واحد من الشراء، وأن 2.5 مليون طفل يقطفون القطن كل عام – مما يوضح الوضع الذي يتدخل فيه مشروع باوني الصغير المثير للإعجاب. فتسافر باوني حول العالم لتعقب المواد المصدّرة بشكل أخلاقي، وتطالب بأن تكون ملابسها عضوية وأن يمكن تتبع مصادرها، وتتسم بالمسؤولية الاجتماعية. ولكن عندما أدركت أن صوفها المفضل من مزرعة أغنام في أوروغواي يجب أن يمر من خلال بيرو قبل الوصول إلى الاستوديو الخاص بها في لندن لقد قررت باوني أن شحن المواد عبر ثلاثة بلدان «ليس سيئًا للغاية»، مما يطرح السؤال الضمني المقنع: كم عدد التنازلات التي يمكن تقديمها قبل أن يصبح اللبس «مستدامًا بنسبة 100%»؟
فهذا هو التوجه الوثائقي لسرد السيرة في فيلم «Fashion Reimagined»، وهو محي الرغبة في التحقيق أو التشكيك في حدود مهمة باوني. وإن تواجد المشاهير الذين يرتدون تصميمات «باوني» في الفيلم وهن: إيما طومسون وفيبي والر بريدج وفيكي مكلور؛ يمجد الوضع الفاخر لهذه الملابس ويبدو أنه ينسى أن «الشمولية» في «الاستهلاك الشامل» تشمل أولئك الذين لا يستطيعون شراء مثل هذه القطع ذو الجودة المتينة والراقية. فيبدو عمل بوني، عند تعارضه المروع لإحصائيات هوتنر، طفيفًا، ولا ينطبق إلا على أقلية النخبة.
على الرغم من كل المسؤوليات الأخلاقية للفيلم، فإن قصر النظر هذا ينتج نفس المنطق مثل وثائقيات الموضة الفخمة التقليدية والذي تقول: إنه عالمنا، ونحن نقدم لكم نظرةً خاطفةً عنه ولا أكثر.
فلا عجب أن تكون شركة «DUCK» للإنتاج، والتي هي من إحدى الشركات التي تقف وراء فيلم «Fashion Reimagined» شريكة إنتاج رسمية لحدث أسبوع الموضة في لندن.
تتجذر جمالية الفيلم الوثائقي في نفس المثل العليا للإطراء واللمعان، مع رؤوس ناطقة مضاءة بدقة تنجرف إلى لقطات بطيئة الحركة للشقق الباريسية والمناظر الطبيعية في أوروغواي. بعيدًا عن رؤية الثورة، يبدو الفيلم أقل شبهًا بالبيان وأكثر شبهًا بتقريرٍ بسيط يهدف للإطراء.
المصدر: bfi