سلطان فادن
أفلام السير الذاتية مادة ثرية، ولكنها صعبة ودائمًا ما تواجه انتقادًا، خصوصًا إذا كانت الشخصية المحورية فيها شخصية معروفة. لكن المخرج والكاتب الأميركي المميز مايكل مان، معروف عنه طريقته في الحرص في المقام الأول على الخروج بفيلم سينمائي ممتع، وبناء على رؤيته وفرض أسلوبه.
«فيراري» هو فيلم أميركي مقتبس من قصة للكاتب والإعلامي الرياضي بروك ياتس. تركيز المخرج مان كان ليس فقط على شخصية أنزو فيراري المؤسس، بل إن المخرج مان قصد بعنوان «فيراري» أنزو وعائلته وشركته والعلامة التجارية. فهو فيلم عن قصة حدثت في الخمسينيات في ربوع إيطاليا الجميلة، ودقة أحداثه عالية.
خرج الفيلم عالي التركيز ومشوقًا ومعالجة درامية مميزة لقصة بسيطة، والتميز الأكبر كان في جودة الصوت. وأداء طاقم الممثلين كان جيدًا، وخصوصًا بينلوبي كروز. بينما أدى الممثل آدم درايفر دور أنزو فيراري بالشكل المطلوب دون زيادات، فهو ذلك المهندس ورئيس الشركة الأنيق والبارد الأعصاب والدقيق في تعامله مع الآخرين.
الفيلم مستواه فوق المتوسط «كفيلم سيرة ذاتية»، فيلم يناسب أكثر محبي عالم السيارات. يفضل مشاهدته من قبل الكبار «للغة وعلاقات للبالغين ولمشهد واحد دموي»، إلا أنه على عكس معظم أفلام السير الرائجة، لا يحمل ترويجًا لأجندات مرفوضة. علمًا أن الفيلم إنتاج مشترك مع صندوق البحر الأحمر.
مقولة الفيلم: أنزو فيراري: أنا لم أقتل كاستيلوتي «سائق السباقات»، لم يكن أنا. إذا كان أي شخص، فهي والدته.