سوليوود «متابعات»
أصدرت الكاتبة المصرية هديل غانم، كتايًا جديدًا بعنوان «صناعة الأثر.. هوليوود»، تقدم من خلاله معلومات قيمة حول نشأة هوليوود، والمراحل التي مرت بها، والرؤى التي تقوم عليها وتحركها.
وتقول الكاتبة أنه عندما نتحدث عن هوليوود، فإننا نتحدث عن تلك الأداة الإعلامية العملاقة التي استطاعت من خلالها بلاد العم سام أن تعيد رسم الخرائط حول العالم. ولا نبالغ حين نقول بأن هوليوود هي أكثر سلاح فتاك في يد الولايات المتحدة، فهناك دائمًا رسائل خفية وراء كل مشهد سينمائي يُعرض تحت راية الترفيه، وفقًا لما نشره موقع جريدة العرب.
واستعرضت غانم مراحل صناعة الأفلام وبداية صناعة الصورة المتحركة، حيث أشارت إلى أن هوليوود لم تكن هي السباقة لاختراع أول صورة متحركة، فقد سبقها الأخوان الفرنسيان أوجست ولويس لوميير في اختراع جهاز عرض الصور المتحركة في الثالث عشر من فبراير عام 1895.
ويعتبر هذا التاريخ البداية الحقيقية لميلاد السينما في العالم، لكن نيويورك استطاعت تطوير الفكرة على يد المخترعين آرمان وجنكيز، اللذين اخترعا جهازًا أفضل للعرض وبمزايا جديدة.
ويعتبر فيلم «رحلة إلى القمر» أول تجربة سينمائية قدمها الفرنسي جورج ميليه للعالم في عام 1905، لكن العرض لم يكن ليتجاوز الخمس دقائق! إلا أنهم استطاعوا في عام 1926 إدخال خاصية الصوت إلى السينما، ثم بعد ذلك بدأ بناء الاستوديوهات الكبرى. وانتشرت الصالات السينمائية في أرجاء الولايات المتحدة. وكانت تعرف حينها بـ«منتديات النيكل». ثم بدأ عالم السينما الصامتة والتي كان من أهم ممثليها شارلي شابلن وديفيد غريفيث، كما تشير الكاتبة إلى المكاسب التي حققتها السينما الأميركية من الحرب العالمية الأولى.
وتعد الانطلاقة الأولى للسينما الأميركية ورؤية هوليوود التجارية مع فيلم «بيرث أوف نايشن» الذي قدمه الأميركي ديفيد غريفيث في عام 1915، وقد أثار الفيلم جدلًا واسعًا بسبب محتواه العنصري.
وفي هذا الإطار، استعرضت الكاتبة المراحل التي مرت بها السينما، مشيرة إلى فترة العشرينيات من القرن الماضي عندما تحولت السينما إلى مشروع ربحي، حيث أنتجت هوليوود أفلامًا كثيرة. وشهدت هذه المرحلة سيطرة شركات كبرى مثل «بارامونت، وفوكس، ومترو، ويونيفرسال، ولوي، وول ستريت».
وأوضحت الكاتبة أن فترة الثلاثينيات من القرن العشرين شهدت صياغة نصوص هوليوود من قبل مجموعة من أشهر كتاب العالم مثل، وليام فولكنر، وسكوت فيتزجيرالد، و برتولد بريشت، وتوماس مان. واستطاع كتاب السيناريو الاستحواذ على الشهرة والأضواء في هوليوود. ليجيء بعدها العصر الذهبي الذي امتد منذ أوائل الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. وقد كان للحرب العالمية الثانية الدور الكبير في تبديل الكثير من المفاهيم، وإحداث تغييرات جذرية في صناعة السينما الأميركية. أما أواخر السبعينيات، فقد اتجهت استوديوهات هوليوود الكبرى إلى دعم أفلام الإيرادات الكبيرة. وارتبطت هذه المرحلة بسينما «الأكشن»، المسلية.
وشهد مطلع التسعينيات تطورًا في فن الجرافيك وتقنيات الحاسوب المتعلقة بالمشهد البصري، وأخذت صناعة السينما في هوليوود منعطفًا جديدًا، حيث تحول الاهتمام إلى العناصر السينمائية من إضاءة وتصوير وموسيقى، وأصبحت الموضوعات أكثر جدية وواقعية.
أما عصر هوليوود الفضي، فشهد خروج أفلام الروائع، حيث لمعت فيه أسماء أبدعت في عالم الإخراج والتمثيل، مثل فرانسيس كوبولا، وروبرت دي نيرو، وداستن هوفمان.
وفي مطلع الألفية الثالثة، فقد توطدت العلاقة بين هوليوود وبين التكنولوجيا، واعتمد فيه صنّاع السينما على التطور التقني في الانتقال إلى عصر سينمائي جديد، تأخذ فيه الصورة منحى آخر فهي تعبر فيه عن كل شيء، وتختصر الوقت والجهد والمال، وبذلك صارت السينما أكثر قدرة على إنجاز المشاهد والمواقف الصعبة والمستحيلة.