إيمان محمد
فن الخلق من العدم، أم مرآة المجتمع؟! هذه هي السينما لا خيار بين الاثنين، السينما هي كل ذلك، هي الابتكار وهي التكرار المنطقي والمعقول للواقع، وهي أيضًا الوثيقة المؤرخة للزمان والمكان، هي مادة الوعي الشديدة التأثير بأفراد المجتمع المثقف منه وغير المثقف، غير أنها اللوحة الفنية التي يرانا بها العالم، فهل سينمانا لوحة عالمية أم لوحة محلية تحتاج إلى «رتوش» تنقلها للعالمية؟ لا شيء مستبعد.
مؤخرًا خرجت ورشة «فن الإخراج السينمائي» التي نظمتها هيئة الأفلام بالشراكة مع سوليوود بعدد من التوصيات المهمة في صناعة الأفلام:
- الفهم العميق للنص والمقدرة على ترجمته بصريًا.
- استغلال الفرص في البيئة السينمائية الناشئة.
- دراسة الجمهور وفهم متطلبات سوق الإنتاج.
- التوازن بين الأفلام التجارية والفنية.
استوقفتني إحدى هذه التوصيات وهي «أهمية الموازنة بين الأفلام الفنية والأفلام التجارية»، أي بين فنيات الفيلم السينمائي وفنيات الفيلم التجاري باعتبار أن المنتج التجاري هو مادة ترفيهية مطلوبة في سوق صناعة الأفلام، ولها جمهورها الذي يبحث عنها كما للأفلام الفنية جمهورها الذي يتذوق فنياتها التصويرية والإخراجية. تأتي هذه التوصية لوضع معالم للغط المتكرر من خلط النقد الفني لهاتين الفئتين من الأفلام لدى المشاهد بظلم فئة الأفلام التجارية «الترفيهية» كما يفعل ذلك أيضًا مع الأفلام الفنية، بالرغم من أهمية النوعين، خاصة لسوق ناشئة وناجحة وموعودة بمستقبل جيد في صناعة الأفلام في (السعودية)، هذه التوصية مهمة أيضًا لتوجيه هواة ومحترفي الصناعة السينمائية، كما هي مهمة لدى الجمهور من حيث النقد، فالجمهور اليوم هو الناقد والموجه بنسبة كبيرة لشباك التذاكر ورفع إيرادات المنتج السينمائي بنسبة كبيرة..
والسؤال عن هل الأفلام التجارية أم الأفلام الفنية يلقى جماهيرية أكثر في هذا الوقت؟ لم يعد محسومًا كما كان في السابق لصالح الأفلام التجارية، أو كما يريد المنتج، فاليوم فئة كبيرة من الجمهور أصبح لديه أدوات نقد فنية عالية ومعرفة تتيح له المقارنة بالمنتجات العالمية إذا ما وقع في خانة اختلاط النقد بين المنتجات السينمائية تجارية كانت أم فنية.
هذه التوصية تحديدًا – في رأيي – هي مقدمة لمعايير جديدة وواضحة لمرحلة قادمة من الأفلام التجارية والفنية على السواء، مرحلة تفرق بداية بين المنتجين وتهتم لإيجاد ودعم رواد كل خط منهما، سواء في مجال الإخراج، أو الكتابة، أو التمثيل، أو الإنتاج؛ من حيث دعم الابتكار، ووضع حد للتكرار، وخلق تكامل بين طرفي هذه المعادلة يثري سوق الأفلام السعودية ويجود منتجاتها.