سلطان فادن
يعمد بعض كتاب القصص السينمائية والمخرجين إلى ابتكار قصص أصيلة لعمل فيلم بشكله السينمائي البحت. ويعمدون إلى إبراز مكامن الإبداع ضمن قصة بسيطة، يكون له دور في تعويض بعض النواقص وتصرف النظر عنها.
الفيلم الفرنسي «Anatomie d’une chute»
من نوعية دراما عائلية ضمن تشويق مستمر وخلال جريمة ومرافعات محاكم. الفيلم يتحدث ثلاث لغات: الفرنسية والإنجليزية والألمانية. وهو يعكس واقع الحياة في المنطقة التي تجري أحداث الفيلم فيها، وضمن مظاهر أخرى.
الفيلم يحمل العديد من نقاط الرمزية. إلا أن أكثر ما يميز الفيلم هي الحرفية التي تمت فيها كتابة الفيلم، وبالتحديد الحوارات المتعددة اللغات.
التعاون والتكامل بين مخرجة وكاتبة الفيلم الفرنسية جاستين تري، والممثلة الرئيسية الألمانية ساندرا هولر، كان ملموسًا مع تناغم وتطور تسلسل الأحداث، والمساحة التي فرغتها المخرجة لهولر كان مدروسًا. ورغم هذا التعاون، فإن الرسالة النسوية لم تكن هي الموضوع الرئيس. كما تم بطريقة فريدة تبادل السلوكيات بين دور الزوج والزوجة بشكل خارج عن التقليد. كل ذلك بدون إغفال الدور المساعد المميز للممثل الفرنسي الطفل مايل غارنر.
فيلم جيد خرج عن رتابة السينما الفرنسية بإعطائه الصبغة الأوروبية. التكرار كان في ثيمة الفيلم الذي هو لا يبحث عن الحقيقة، بل عمّا يدور حول الحقيقة.«٨/١٠».
مقولة الفيلم، ساندرا: «قال أحدهم، بالطبع المال لا يجعلك سعيدًا، لكن البكاء في السيارة أفضل من البكاء في مترو الأنفاق».