سوليوود «خاص»
تميزت الأعمال التي عبرت عن موجة «الواقعية الإيطالية الجديدة»، بملامستها للطبقات الكادحة والفقيرة والتعبير عن القضايا السياسية بدراما فريدة، والتي غفل عنها معظم صناع السينما في أعمالهم قبل ظهور هذه الموجة؛ إذ طرحت قضايا هذه الطبقات الاجتماعية والسياسة بشكل احترافي معبر عنها مع اعتمادها على وجوه تمثيلية جديدة غير محترفين من الطبقات الاجتماعية الدنيا، وذلك خلال فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها. واشتهرت أيضًا بسينما العصر الذهبي؛ نظرًا لما قدمته من واقع جديد تحدث عن قضايا هامة تميزت في طرحها بالمزج بين الإطار اجتماعي الواقعي والمعايير الشكلية الجمالية التي تكسب الأعمال جاذبيتها، ولكن بشكل قريب من الجمهور البسيط الذي مثل السواد الأعظم من المتابعين، وساهم في نجاح هذه الموجة وشهرتها بشكل بالغ.
نهج مغاير لصناعة الأفلام
اعتماد رواد «الواقعية الإيطالية الجديدة»، على التصوير الخارجي في الأماكن الواقعية بعيدًا عن الاستوديوهات المخصصة والمجهزة، أضاف إليها الكثير من الواقعية وجعل المتابعين يتفاعلون معها، ويشعرون بمدى قربها منهم وتعبيرها عن قضاياهم البسيطة والفقيرة. وفرض هذا الأسلوب تأثيره على مجال صناعة السينما العالمية مُنذ اللحظات الأولى لاكتشافه وحتى الوقت الراهن، بفضل نجاحه في تقديم حبكات مميزة، والاقتراب أكثر من حياة الشخصيات. وجاء ظهور الواقعية الإيطالية الجديدة مع انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ مما تسبب في فقدان صناعة السينما الإيطالية مركزه وتفكير صناع السينما حينها لربط التغيير الثقافي والتقدم الاجتماعي في إيطاليا والخروج عن نمط الصناعة السائد حينها بالتصوير داخل أسوار الاستوديوهات فقط؛ وذلك فيما بعد انتهاء هذه الفترة لتشكل الموجة الجديدة التي أنتجت أعمالًا أكثر واقعية في مجال صناعة الأفلام. ومع مرور الوقت بدأ مؤسسو هذه الموجة في الابتعاد عن الواقعية البحتة، ودمج الخيال الاستعاري في الصناعة كنوع من التطوير.
آباء الواقعية الإيطالية
روبرتو روسيليني: يعد من رواد الواقعية الإيطالية الجديدة، ومن أبرز مخرجي السينما الإيطالية بشكل عام؛ حيث ورث عشق الفن عن والده الذي شيد أول دار سينما في روما، وتميز أسلوبه الواقعي بالعمق ومزج العالم الحقيقي في الحبكات، وأشهر أفلامه: «Stromboli» عام 1950.
فيتوريو دي سيكا: يعتبر من مؤسسي الواقعية في السينما الإيطالية، حيث قدم العديد من الأعمال التي تنتمي لنمط الواقعية الجديدة في ذلك الوقت، وكان من بينها فيلم: «Shoeshine» عام 1946.
ولتشينو فيسكونتي: مخرج مسرحي وسينمائي وأوبرا، ويوصف بأنه مبتكر أسلوب الواقعية الجديدة في السينما، ومن أشهر أعماله فيلم: «Death in Venice» عام 1971، والذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان.