عبدالرحمن كمال
خيبة أمل وقلق كبيران يسيطران على مستقبل سلاسل أفلام الأبطال الخارقين، سواء في «مارفل» أو «دي.سي»، بعد ردود الفعل السيئة التي حققتها أحدث أفلامهما، سواء في شباك التذاكر أو على مستوى النقاد.
بنظرة إلى شباك التذاكر، سنجد أنه في شهر نوفمبر كانت إيرادات فيلم The Marvels، أحدث إصدار في Marvel Cinematic Universe، هي الأدنى في تاريخ السلسلة. وفي أغسطس، كان Blue Beetle، وهو الأحدث في سلسلة DC، هو أقل افتتاحًا لهذه السلسلة على الإطلاق.
لعل أصدق تعبير عن تلك الخيبة هو ما قاله الممثل المعروف جيسون موموا، بأن مستقبل أفلام «Aquaman» لا يبدو جيدًا جدًا.
تحدث الممثل، مؤخرًا، مع برنامج «Entertainment Tonight» الشهير عن مخاوفه بشأن الأجزاء المستقبلية أثناء الترويج للجزء الجديد من سلسلة أفلامه Aquaman and the Lost Kingdom.
كان الظهور الأول لجيسون موموا كبطل خارق، في دور Aquaman في فيلم Justice League عام 2017 قبل أن يظهر بطلاً لفيلمه الخاص في العام التالي.
أعرب «موموا» عن سعادته بلعب دور Aquaman، خاصة أنه يحب المحيط وكان يأمل في صغره أن يصبح عالم أحياء بحرية. ورغم ذلك، حينما سئل عن إمكانية لعب الدور مرة أخرى، أجاب: «الحقيقة هي أنه إذا أحبها الجمهور، فهناك احتمال. لكنني أقول الآن: لا يبدو الأمر جيدًا جدًا».
يرى «موموا» أن جيمس غان وبيتر سافران، اللذين تم تعيينهما مؤخرًا لقيادة استوديوهات «دي. سي»، لديهما رؤيتهما الخاصة لمستقبل عالم دي سي السينمائي ويريدان «بدء شيء جديد خاص بهما».
تصريحات جيسون موموا تؤكد مرة أخرى على مشكلات لم تُحل بعد في سلاسل أفلام الأبطال الخارقين، خصوصًا مع بعض النجاحات الزائفة التي تحدث في شباب التذاكر من حين لآخر لأحد الأفلام. لكن يبدو أن القائمين على «مارفل» و«دي. سي» لا يهمهم كثيرًا ما يريده الجمهور حقًا، بقدر اهتمامهم بتنفيذ خططهم.
يريد عشاق الأبطال الخارقين قصصًا مترابطة، وهذا هو الحال الذي كان جيمس غان وبيتر سافران يصنعانه لشركة «وارنر بروس – ديسكفري» قبل وقت طويل من توليهما مسؤولية «دي سي».
إن مشكلة أوسع نطاقًا تواجه أفلام الأبطال الخارقين، إنها مشكلة خطيرة تتعلق بالجودة مقابل الكمية. إن هذا النوع من الأفلام لا يمكنه الحفاظ على نفسه من خلال سرد نفس القصص مرارًا وتكرارًا: «رجل طيب، رجل سيئ، شيء عملاق في السماء».
إن أفلام الأبطال الخارقين تحتاج إلى مزيد من التعقيد الأخلاقي. إنهم بحاجة إلى أفلام لا تتظاهر بأنها من أنواع مختلفة فحسب، بل هي في الواقع أفلام كوميدية وأفلام رعب ودراما تصادف أنها تتضمن قوى خارقة.
لقد أصبحت كل سلاسل الأبطال الخارقين الآن مثقلة بأعباء الأفلام السابقة، لذا فإن الفيلم الذي كان يدور حول الإثارة المبهجة للحركة إلى الأمام لم يعد يسير في أي مكان بسرعة.
بالنسبة للمشاهد، بات من الصعب أن يتذكر من هو في Avengers، ومن يلعب دور الجوكر، وما إذا كان Wolverine حيًا أم ميتًا، وما إذا كان Venom موجودًا في Spider-Man Universe من Sony أو Marvel Cinematic Universe أو أي عالم آخر تمامًا.
يبدو الآن أن أفلام الأبطال الخارقين لها ماضٍ أكثر من كونها مستقبلًا. لقد استنفِدوا، وكذلك مشاهدوهم.