عبدالمحسن المطيري
النقد حالة هامة لجميع التخصصات، خصوصًا المجال الأدبي والفني والرياضي. ويعتبر النقد مرآة خاصة للكاتب، أو الفنان، أو حتى في مجالات مهنية أخرى بعيدًا عن المجال الإبداعي.
ولكن يبقى السؤال المهم: من يستطيع كتابة النقد تجاه السينما والأفلام؟ ومن له الحق بنقد الأعمال وكتابة مراجعات ومقالات حولها؟ والحقيقة والمؤكد أنه – في وقتنا الحالي – الجميع له الحق في ذلك، نعم.. ففي عصر التواصل الاجتماعي والتحول الرقمي الذي تعيشه البشرية حاليًا، لم يعد النقد السينمائي محصورًا على مجلات وأعمدة الصحف وبعض الكتابات الأدبية أو الأكاديمية، بل تجاوز ذلك إلى الجمهور والمعجبين والمدونين وغيرهم، خصوصًا أن الأفلام والمسلسلات اليوم لم تعد فقط محصورة على دور السينما ومحلات الفيديو كما كانت في السابق، فحاليًا توجد في غالبية المنازل مع خدمة المشاهدة المدفوعة ومواقع العرض المباشر مثل: نتفليكس وشاهد وأبل تي في وغيرها، ويستطيع المشاهد في هذه المواقع تقييم الفيلم مباشرة بعد المشاهدة، في نفس تلك المواقع، بل أصبح المشاهد جزءًا هامًا في عملية الربح وتحديد قيمة المحتوى عن طريق اشتراكه الشهري في تلك المواقع، وبالتالي أصبح ليس فقط جزءًا من المنظومة النقدية، بل عامل أساسي للجانب الربحي والإنتاجي للأعمال الحالية والمستقبلية، سواء كانت سينمائية أو درامية من خلال المسلسلات.
في الولايات المتحدة يوجد تقريبًا رابطة نقاد في كل ولاية، كذلك عدد كبير من المواقع النقدية والمدونات لعدد من المختصين، كذلك المعجبون بالأفلام، وتكثر في قنوات اليوتيوب المراجعات الخاصة بالأفلام التي لم تعد حكرًا على النقاد، بل هناك مراجعون من المشاهدين لهم قنواتهم الخاصة التي تتجاوز مشتركيها بعض القنوات المتخصصة. وهناك أيضًا مراجعون في مواقع التواصل الأخرى مثل: تويتر وفيسبوك، حتى يوجد مراجعات خفيفة وسريعة على تطبيقات أخرى مثل: سناب شات وتيك توك، وشركات الإنتاج الذكية تعي ذلك وتعرف أن جزءًا كبيرًا من الجيل الجديد لا يقرأ الصحف ولا يشاهد التلفاز بكثرة، فتحرص على الشراكة مع بعض المشاهير في تلك المواقع والتطبيقات للمساهمة في الترويج لفيلم قادم أو عمل درامي حديث.
صناع الأفلام أيضًا يجوز لهم النقد لأعمالهم، فنجد مخرجي الموجة الفرنسية بدؤوا النقد أولًا ثم الصناعة ثانيًا، من خلال كتاباتهم الشهيرة في المجلات الفرنسية، كذلك لمارتن سكورسيزي وديفيد لينش وغيرهم من المخرجين مراجعات مختلفة ومقالات متنوعة في مجال النقد.
ومواقع مثل IMDB وليتربكوسد وغيرها خلقت روحًا جديدة وهامة للنقد الجماهيري. والجمهور اليوم يستطيع كتابة مقالة أو مراجعة، بل يمكنه تصوير برنامج نقدي وعرضه على مواقع التواصل، وللجمهور ومحبي الأفلام أهمية نقدية كبرى في مراحل الفيلم النقدية، فالجمهور يعتبر هو صلب نجاح الفيلم سواء كان الفيلم موجهًا للجمهور العام، أو أكثر فنية ونخبوية. وهناك أيضًا العديد من المدونات والمواقع الشخصية التي تهتم بالشأن النقدي السينمائي حول العالم، يوجد فيها الجميع سواء المتمرسون أو الجمهور العاشق للسينما أو حتى الزوار العاديين.