علاء خليف
في فيلمه الأول «الخلاط+» نجح المخرج «فهد العماري»، في تقديم 4 قصص مختلفة بطريقة كوميدية شيقة، دارت جميعها حول فكرة الاحتيال.
والاحتيال في فيلم «الخلاط+» لم يقتصر فقط على النية السيئة، وإنما كان هناك احتيال لأهداف خيّرة، إلا أن النتيجة كانت واحدة.
يعتمد الفيلم على عدد كبير من الممثلين والكتاب، فهو من نوع الاسكتشات الذي كان يقدمه العماري وآخرون ضمن حلقات «الخلاط» في تلفاز 11، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، وقدمت جيلًا جديدًا من الممثلين والكتاب والمخرجين السعوديين.
وقدَّم العماري، وهو بجانب كونه المخرج فهو أحد كتاب الفيلم، نموذجين للاحتيال، ما يمكننا تسميتهما بالاحتيال البغيض، إضافة إلى الاحتيال لغرض نبيل، ولكن دائمًا ما يكون الصدق منجاة؛ لذا، فإن الاحتيالات بجميع أنواعها أدت إلى نهايات كارثية للأبطال. وقسّم العماري فيلمه إلى أربعة اسكيتشات: اثنين من الاحتيال البغيض، واثنين من الاحتيال لغرض نبيل.
فأولى القصص هي لمجموعة من الشبان يسرقون إطارات السيارات، ولسوء حظهم فقد ألقت أسرةٌ القبض على أحدهم، لكن الأسرة كانت في عجلة من أمرها، حيث ستتزوج ابنتهم في الليلة ذاتها التي ألقوا فيها القبض على السارق. فذهبوا بالسارق إلى العرس، ثم أبلغوا الشرطة، وفي المقابل يحاول رفقاء السوء وشركاء الجريمة، تحرير السارق، إلا أنهم يفشلون. وفي القصة الثانية، تسعى شابة تعمل كطاهية مساعدة في أحد المطاعم، لحجز طاولة لأبيها وأمها في محاولة لرأب الصدع بينهما، فتحتال بمشاركة زملائها، ليكتشف أمرها وتفصل من عملها.
وفي القصتين الأخريين، تحدث حالة تصادم لصديقين، فيموت أحدهما، ويحاول الآخر قيد الإمكان الحصول على هاتف صديقه من زوجته، في محاولة لمسح محادثات بينه وبين فتاة أخرى، لم تتّضح علاقته بها، فيسرق سيارة ويتجه لبيت الفتاة، وسريعًا تتصل الزوجة برقم الفتاة التي كان اسمها مسجلًا في هاتف زوجته، كي تعرف من هي، فيجيب صديقه، ليكتشف أن زوجة صديقه ركبت معه في صندوق السيارة. ويظهر المشهد الأخير، وهو مشهد الصلاة على المتوفين، ليكشف إمام المسجد أن المتوفين رجلان وامرأة. أما القصة الأخيرة، فتتحدث عن رجل حجز غرفة واحدة في فندق له ولزوجته، وأخفى ولده وابنته عن أعين إدارة الفندق، إلا أن الابن بطريقة غير مقصودة، يتسلل في الليل إلى الملهى الليلي داخل الفندق، ويحاول الأب التلصص عليه لمراقبته، فيقع الاثنان في قبضة الأم التي تتهمهما بالسكر.
ويعدّ الفيلم محاولة ناجحة إلى حدّ بعيد، في نقل اسكتشات «الخلاط» من اليوتيوب إلى السينمات، بإنتاج العملاق السينمائي “نتفليكس”.