سلطان فادن
سلسلة أفلام التطهير «The Purge» المتكونة من خمسة أفلام «من عام 2013 إلى 2021» وكذلك من مسلسل على البث المباشر من موسمين «2018 – 2019»، من نوعية الرعب المتوسط والعنف الشديد، يعتبر من أكثر الأعمال جرأة من هوليوود في السنوات الأخيرة. وهو مستوحى من حدث حقيقي وقع عام 217 قبل الميلاد في حدث روماني استمر لمدة أسبوع كان يسمى «Saturnalia». وهو قائم على فكرة خيالية عن مستقبل قريب بائس «Dystopian» في أميركا. مبتكر السلسلة ومخرجها جيمس دي موناكو، وشارك فيه مجموعة من الممثلين أشهرهم إيثان هاوك.
الفرضية التي بدأت بالفيلم الأول جاءت بأنه سيحكم أميركا حزب عنصري «أبيض» يدعى «الآباء المؤسسون الجدد»، يستحدثون عطلة سنوية تسمى «التطهير»، لمدة ليلة واحدة كل عام «12 ساعة تبدأ من السابعة مساء»، يُمنح المواطنون الأميركيون الحرية الكاملة لارتكاب أي جرائم يريدونها وأهمها القتل، ولا تتم معاقبتهم عليها. يتم منح الرئيس والعائلة الأولى والمسؤولين الحكوميين من الرتبة 10 حصانة من التطهير، مما يعني عدم تعرضهم للأذى.
تنطلق صفارات الإنذار في جميع الأنحاء للإشارة إلى بداية عملية التطهير ونهايتها. ويتم تعليق جميع خدمات الشرطة والإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية طوال مدة عملية التطهير. فيكون من الطبيعي أن تجري أحداث جرائم القتل بين البيض والمواطنين الآخرين، والعكس أيضا، وباقي الأعراق، بينما هم يرتدون فيها أقنعة لتفادي التعرف عليهم.
بعد نجاح الفيلم الأول تجاريًا، مضى المنتجون في إصدار الأجزاء التالية. الأجزاء لاقت قبولاً متباينًا من النقاد ومن الجمهور. فبينما تقبل النقاد فقط الفكرة المبتكرة والإسقاطات على الحاضر، وهو تزامن مع مجموعة أفلام أخرى من نفس النوعية «Genre»، لها قراءات مماثلة على مستقبل أميركا وحتمية تغير نظام الحكم الحالي «مثل سلسلة The Hunger Games»، إلا أن إعجاب الجمهور بالإثارة والرعب، هو الذي كان له دور في صدور باقي الأجزاء «تكلفة إنتاج الخمسة أجزاء 53 مليون دولار، وإجمالي العوائد 533 مليون دولار».
السلسلة محاولة لفكرة ذكية، في شكل هجاء وسخرية اجتماعية حادة وبتشويق عالٍ. عابه فقدان التركيز على المغزى الأساسي من فرضية الفيلم والميل للعنف المخدر، وعابه كذلك تطور الفكرة مع تتابع الأجزاء كان ضعيفًا.
فيلم التطهير يسأل كيف يمكنك النجاة من مثل هذا السيناريو، وأيضا يتساءل عن التركيبة السياسية التي من شأنها تمكين مثل هذا العمل المشروع.
المصادفة أن عام 2013 «سنة ظهور أول جزء» كانت نسبة الجريمة العنصرية هي الأعلى في أميركا.
الفيلم مناسب للكبار فقط. مقولة الفيلم على لسان شخص أبيض يحمل السلاح ومتنكر بزي العم سام: سنقوم الآن بالتطهير، سوف نعذبك وننتهك جسدك. ننزع جلدك ونشارك في دمك. هذه هي الطريقة الأميركية.