سوليوود «متابعات»
تناول المؤرخ البريطاني «مايكل برويرز» مؤلف العديد من الكتب حول «نابليون بونابرت»، الحديث حول مدى دقة الحقائق التاريخية والمفاهيم التي تضمنها فيلم «نابليون» للمخرج ريدلي سكوت، والذي يعرض حاليًا في السينما ويتناول حياة القائد الأسطوري وأبرز معاركه العسكرية باعتباره كان مستشارًا تاريخيًا للفيلم.
وقال «برويرز» إن فيلم «نابليون» يعد عملاً خياليًا تاريخيًا، ولكن فريق العمل بقيادة المخرج «ريدلي سكوت» حرص على التأكد أن بعض التفاصيل على الأقل دقيقة من الناحية التاريخية في الفيلم؛ مؤكدًا أنه كان على سكوت أن يتعامل بسرعة في تناول بعض الأحداث من خلال التسلسل الزمني، وذلك جعل من السهل على المشاهدين متابعتها.
وفيما يخص إطلاق نابليون النار على الأهرامات خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، قال «برويرز» في تصريحات لمجلة «TIME»: «كنا نجلس جميعًا حول الطاولة وكان الجميع يقولون كلمتهم، وكان سكوت يتوقف بين الحين والآخر ويشير إلي ويقول: حسنًا، أخبرني بما حدث بالفعل. وذلك لا يعني أنه كان سيلتزم به، لكنه يريد أن يعرف».
وأضاف: «نابليون لم يطلق مدافعه على الأهرامات أبدًا خلال حملته على مصر، ولكنني علمت أننا لم نكن نصنع فيلمًا وثائقيًا، بل كنا نصنع فيلمًا».
كما أكد عدم دقة تصوير الفيلم لطلاق نابليون لزوجته جوزفين، قائلًا: «جزء من مشهد الطلاق لم يكن دقيقًا، حيث صفع نابليون جوزفين، وذلك لم يحدث. ثانيًا، إنه غير منطقي ولم يفعل شيئًا كهذا أبدًا، كما أن جوزفين لم تطلب الطلاق بسبب عدم الإنجاب وأنها لم تكن تريد الطلاق»؛ مضيفًا أنه كانت تربطهما علاقة حب قوية.
وحول أشهر الأحداث في مسيرة «نابليون» قال: «إذا كنت فرنسيًا ومن عشاق نابليون فستختار واحدًا من ثلاثة أشياء: انتصاره على الروس والنمساويين في أوسترليتز، أو طريقة تعامله في منفاه في سانت هيلينا، أما إذا كنت مناهضًا له فسوف تنظر إلى الطريقة التي هزم بها نيلسون أسطوله البحري وفشله في غزو بريطانيا، والطريقة التي انهارت بها إمبراطوريته بسرعة كبيرة بعد الحملة الروسية».
وتطرق المؤرخ البريطاني حول بعض المعلومات عن «نابليون»، قائلًا: «نابليون رجل يأتي من منطقة نائية جدًا من بلاده، وبجهوده الخاصة، أصبح إمبراطور الغرب، وكان قائدًا استثنائيًا يتمتع بكاريزما»؛ مؤكدًا أن شعبية الإمبراطور العسكري بين الفرنسيين كانت مبالغًا فيها، حيث كان معظم الفرنسيين يكرهونه ولكن كان لديه آلة دعاية هائلة.
وحول مدى صحة الاعتقاد بأن نابليون كان كارهًا للنساء قال: «هذا ليس صحيح، لقد كان من أشد المدافعين عن تعليم الإناث، ولقد تأكد من حصول شقيقاته على تعليم جيد رغم الصعاب، وأنشأ ثلاث أكاديميات للفتيات، وكان لديه خطط لإنشاء خمس أكاديميات أخرى ستمنح الفتيات نفس التعليم الذي يحصل عليه الأولاد».