سوليوود «خاص»
تتواصل فعاليات النسخة الأولى من «مؤتمر النقد السينمائي»، الذي تنظمه «هيئة الأفلام» بشراكة إعلامية مع موقع «سوليوود» السينمائي تحت شعار «ما وراء الإطار» في قصر الثقافة بمدينة الرياض، إذ يشهد اليوم عقد جلسة حوارية تحمل عنوان «مستقبل رواية القصص»، يديرها د. مبارك الخالدي، وبمشاركة كل من مريم العجراوي، وعلياء يونس، وطارق الخواجي. وتبدأ الجلسة في تمام الساعة 12:15 ظهرًا وتستمر لمدة ساعة.
غالبًا ما يُنظر إلى القص والسرد كمسار خطي له بداية ووسط ونهاية. تتناول هذه الجلسة الطرق التي يتلاعب بها صانعو الأفلام بهذه الافتراضات الخطية من خلال التجريب بالشكل والمحتوى وتجارب المشاهدة المختلفة، وبخاصة في عالم الوسائط الرقمية التي لا تعتمد السرد الخطي. يمكن الآن توليد الصور الموجودة في الأفلام وإعادة توليدها عبر الإنترنت، كما هو الحال في الميمز المرجعية التي يتم تداولها بلا نهاية، وهي مجرد واحدة من العديد من الاحتمالات المستقبلية للسرد القصصي في عالم رقمي.
تبدأ الجلسة بحديث لـ«مريم العجراوي»، وهي باحثة في جامعة بانتيون سوربون – باريس الأولى، تحت عنوان «تكنولوجيا السينما التفاعلية وحرية الاختيار عند المتفرج». تناقش خلالها مسائل الاختيار وحرية المشاهد أمام شاشة السينما بمقارنة ما تتيحه السينما التفاعلية من خيارات مع ما تقدمه السينما التقليدية التي تبدو وكأنها تقيد حرية المشاهد في أفلام مثل «ألف شهر» للمخرج المغربي «فوزي بن سعيدي» 2002، و«أوديب ملكًا» للمخرج الإيطالي «بيير باولو بازوليني» 1967.
وتوضح كيف حاول المخرجون تجاوز حدود الإطار السينمائي قبل اختراع هذه التقنية الجديدة، وكيف بإمكان المخرجين الجدد الاستلهام من معلمي السينما لتطوير استخدامها.
كما تتحدث علياء يونس، وهي زميلة وباحثة زائرة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، في جلسة بعنوان «استمرارية القصة – الزمن: أفلام المستقبل الماضية». ينظر هذا العرض التقديمي إلى استمرارية الزمان القصصي لتحديد قصص الخيال العلمي التي لا يزال لها صلة مع واقعنا المعاصر. انطلاقًا من حكاية «عوج بن عنق» لزكريا القزويني التي تعد أول عمل خيال علمي ووصولًا إلى الأفلام المعاصرة، سننظر في أماكن الإنتاج وأشكالها وكيفية تفاعل الجمهور لتوضيح أثر الزمان والمكان على قصصنا عن المستقبل.
أما آخر الجلسات، فستكون تحت عنوان «خارج حدود المقعد.. تصور عن مستقبل السرد في السينما». يناقش خلالها طارق الخواجي، المستشار الثقافي للبرامج في إثراء، فكرة أن مستقبل السرد السينمائي يكمن في انتقال المشاهد من الشخص الثالث المتلقي إلى الشخص الثاني أو الأول كمشارك فاعل في العملية السردية؛ وهو أمر تحقق في تجارب سينمائية فذة ربما سبقت التغييرات الكبرى في التقنية وعلم النفس الاجتماعي ولكنها لا ترقى لأن تكون مقياسًا. ربما يكون الإيهام الذي حذّر منه «برغسون» وحاول «دولوز» تشريح تحذيراته في كتابه القيّم «السينما الصورة – الحركة،» هو الإجراء الذي يمثِّل روح مستقبل السينما اليوم.
يُشار إلى أن «هيئة الأفلام»، كانت قد دشنت النسخة الأولى من «مؤتمر النقد السينمائي» في العاصمة السعودية الرياض، 7 نوفمبر الجاري، ويستمر حتى 14 من الشهر الجاري، وذلك بالشراكة الإعلامية مع موقع «سوليوود» السينمائي.
ويركز مؤتمر النقد السينمائي على التعريف بالنقد السينمائي ومفاهيمه وتطبيقاته، ويجمع المتخصصين والمهتمين في مجال النقد السينمائي وثقافة الفيلم، لتبادل الخبرات وتعزيز المشاركة الوطنية والإقليمية والدولية، في الحوارات المتعلقة بهذا الحقل المهم في صناعة السينما.
كما يناقش المؤتمر السينما من جوانبها ومفاهيمها الأوسع، ليتوج جهود هيئة الأفلام في خلق مساحة للتبادل الثقافي بين النقاد المتخصصين والأدباء وهواة السينما ومحبيها، لتمكينهم من مناقشة ومعالجة قضايا النقد السينمائي.