سلطان فادن
في عام 1980م قدم المخرج والمنتج السوري – الأميركي الراحل مصطفى العقاد فيلم «أسد الصحراء: عمر المختار The Lion of the desert». وهو فيلم حرب تاريخي ملحمي في إنتاج يعتبر فوق المتوسط «35 مليون دولار» وحصل على تقييم منصة «روتن توميتو» 75% للنقاد، و93% من الجمهور. الفيلم عن النضال العربي الليبي ضد الغزو والاستعمار الإيطالي.
تناول الفيلم الأحداث بين أعوام 1929 – 1931م لحركة مقاومة الاستعمار التي امتدت لعشرات السنين، ومع الكثير من الدقة التاريخية. الجيد أن تركيز العقاد لم يكن لتقديم السيرة الذاتية للقائد البطل الشجاع عمر المختار، بل اختزلها في آخر 3 سنوات تقريبًا من عمره ونضاله. إذ إنه غالبًا تضعف الأفلام الدرامية للسير الذاتية في هذا الجانب ويصبح الفيلم أقرب من مجرد سرد، منه إلى فيلم وثائقي.
أيضًا ركز العقاد مع كتاب السيناريو على الشخصيات الرئيسية للفيلم «قام بدور عمر المختار الممثل المخضرم حينها أنطوني كوين، وقام الممثل الإنجليزي أوليفر ريد بأداء شخصية الجنرال الإيطالي جراتزياني»، ومن خلفهم شخصية القائد الإيطالي الفاشي موسوليني «قام بدوره الممثل الأميركي رود شتايجر».
سرد القصة وتطور الأحداث والشخصيات كان مميزًا، حيث عرض الجزء الأول من الفيلم فظاعة القوة الاستعمارية الإيطالية، ثم تلتها معارك عنيفة ضد المقاومة الليبية رغم الفوارق العسكرية «وليست الروحية». الربع الأخير من الفيلم كان الأجمل والأقوى تأثيرًا، وهو أوقات القبض على عمر المختار وحتى لحظات إعدامه.
كما استخدم العقاد أدوات فنية ليأخذ الفيلم لمساحة أبعد من كونه فيلمًا تاريخيًا. ومن هذه مشاهد احتوت على إسقاطات على الأوضاع المتماثلة في بعض الدول في سنوات عرض الفيلم، مثل مشاهد مخيمات اللاجئين وأعمال التهجير من قبل الاستعمار. وكذلك مشاهد لفهم ومعرفة المقاومين عن أرضهم بمكامن الصحراء والجبال.
أيضًا كانت هناك رمزيات قوية استخدمها العقاد في الفيلم، أهمها النظارة التي تمسك بها المختار وقت إعدامه، واستلام الطفل الصغير لها بعد ذلك.
تم حظر فيلم «أسد الصحراء» في إيطاليا عند صدوره لأن رئيس الوزراء حينها جوليو أندريوتي ادعى أنه «يضر بشرف الجيش».
وكان آخر تدخل للحكومة الإيطالية ضد الفيلم في 7 أبريل 1987. حتى تم بث الفيلم أخيرًا على شاشة التلفزيون في إيطاليا في قناة «Sky Italy» في 11 يونيو 2009.
مقولة الفيلم:
عمر المختار: نحن لا نقتل الأسرى.
- المحارب معاونه: هم يفعلون ذلك بنا.
- عمر المختار: هم ليسوا قدوة لنا.
