سلطان فادن
قراءة نقدية لفيلم الدراما التاريخية «مملكة الجنة – Kingdom of Heaven»، الذي أخرجه المخرج الإنجليزي ريدلي سكوت عام 2005م، بعيد سنوات من نزول فيلمه «المجالد – Gladiator».
مصطلح مملكة السماء، في المعتقد المسيحي هو العالم الروحي لتحقيق إرادة الله على الأرض. الفيلم تدور أحداثه في الزمن الذي سبق قيام الحملة الصليبية الثالثة، مع تركيز الفيلم على أحداث تسليم القدس للمسلمين.
توقيت نزول الفيلم كان كعودة سينمائية أخرى للنوعية الفنية «Genre» للأفلام التاريخية بعد سنوات من الهدوء تلت موجة هذه الأفلام في الستينيات والسبعينيات الميلادية. وكأي فيلم تاريخي كان التحدي في الموازنة بين الدقة التاريخية من جهة، وعصرنة الفيلم وإسقاطاته لغرض تحقيق القبول والنجاح التجاري من جهة أخرى.
مقاربة المخرج تركزت على الشخصية الرئيسية «باليان» آخر حاميي الصليبيين للقدس حينها، وذلك بإضافة الكثير من الفرضيات الخيالية على هذه الشخصية لتقوية العنصر الدرامي. التركيز الآخر للمخرج كان في أن يخرج الفيلم برسالة تحمل شعار الاعتدال ومحاربة التعصب الديني، وأيضًا إظهار الروابط المشتركة بين المسلمين والغرب في محاربة التطرف. في نفس الوقت العمل على النطاق الضيق لإظهار دراما التوبة والندم على بعض الشخصيات المسيحية.
هذا التوجه ألزم كاتب القصة والسيناريو الشهير ويليام موناهان ومعه المخرج سكوت، بأمانة عكس الشخصية المحورية الأخرى الهامة في الفيلم وهو البطل صلاح الدين الأيوبي «لعب دوره بكفاءة الممثل السوري غسان مسعود». شخصية صلاح الدين ظهرت بشكل منصف وذي هيبة وكقائد فعلي لأطياف مختلفة من المسلمين.
بعد عدة مشاهد لمعارك حربية في الفيلم، كانت القصة الختامية هي تسليم مدينة القدس بسلام للقائد صلاح الدين، رغم التفوق العسكري لجيشه.
الفيلم فنيًا وتجاريًا لم يلقَ القبول المناسب المتوقع له «حقق 218 مليون دولار لميزانية 130 مليونًا»، وأيضًا على منصة روتن توميتو 40% من النقاد، و72% من الجماهير. بالإضافة إلى ضعف الإعلان المسبق عن الفيلم، لكن الأهم كان هو عدم تقبل المجتمع المسيحي لأحداث الفيلم حيث يعتبر تسليم القدس حقبة سوداء في تاريخهم في الحملات الصليبية.
الإسقاط التاريخي في الفيلم نجح إلى حد كبير، كون الفيلم يناقش الأزمة في هذه المنطقة ولحوالي ألف عام، ما زال السلام فيها صعب المنال «جملة خاتمة ظهرت في الشاشة نهاية الفيلم».
مقولة في الفيلم: «من هو الإنسان! إن لم يكن هو ذلك الذي لا يترك العالم بحال أفضل».