محمد الخالدي
«جهود النهوض بصناعة السينما شملت افتتاح عدد من الجامعات السعودية لأقسام متخصصة، وتقديم هيئة الأفلام للدورات التدريبية والورش، بالإضافة إلى الابتعاث الثقافي الذي تقدمه جهات عديدة ومنها وزارة الثقافة». هذا الحديث كان جزءًا مختصرًا من تصريح مطول سابق للرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله آل عياف، والذي أكد خلاله أن تطوير المواهب المحلية يعتبر أهم ركيزة بدأت بها الهيئة، ومنوهًا في ذات الوقت، بأنه يعد تحديًا كبيرًا جدًا حتى إلى حين وجود الكوادر المؤهلة للنهوض بصناعة مكتملة.
وهنا، أود الإشارة والتركيز على جزئية الابتعاث الثقافي وأهميته – بحسب ما ذكره – كونه يعتبر ركيزة أساسية وأداة قوية في تطور العالم السينمائي، حيث يوفر هذا النوع من الابتعاث فرصة اكتشاف واستيعاب التقنيات والتقاليد والأفكار الفنية الجديدة، وتوسيع الآفاق الإبداعية. وأيضًا تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المختلفة في صناعة الأفلام، مما يسهم في إثراء المعرفة وتطوير المهارة.
ويعد الابتعاث الثقافي عاملاً هامًا في تعزيز التعاون بين صناع الأفلام والمهتمين من مختلف البلدان، ما يمكنهم من التعاون مستقبلاً في إنتاج أفلام مشتركة وتبادل الأفكار، الأمر الذي سينعكس أثره في تطوير صناعة الأفلام، في الوقت الذي يتيح فيه للفنانين فرصة التعرف على ثقافات مختلفة وفهم تنوع العالم السينمائي من خلال معرفة عدد من القصص وتقاليد المجتمعات الأخرى، التي تمكنهم من خوض تجارب جديدة ومثيرة ملهمة يمكن ترجمتها في أفلامهم، وتساهم في إغناء المحتوى السينمائي وتوسيع آفاق الجمهور.
ولعل ما يميز الابتعاث الثقافي أيضًا، هو توسيع دائرة الرؤية الفنية، بحيث يتم إتاحة الفرصة للمخرجين وصناع الأفلام والمختصين لاستكشاف أساليب جديدة في التصوير والإخراج والسيناريو، واستلهام أفكار إبداعية جديدة. تمكنهم من صناعة وإخراج أفلام بشكل مغاير مختلف، ومختلف جدًا.