سلطان فادن
زيادة انخراط تقنية الذكاء الاصطناعي «Artificial Intelligence» في حياة الإنسان وما يحيط به ليس مفاجئًا ولا مستغربًا، فكل المؤشرات ولسنوات كانت تتوقع ذلك. وعالم السينما ليس ببعيد عن ذلك، على اعتبار أن السينما أصبح فنًا شعبويًا يعكس أماني وأحلام ومشاغل الإنسان والمجتمعات وترسم تصوراتهم، بينما هي صناعة تعتمد على أيسر التقنيات وأوفر المصادر.
أول فيلم طرح موضوع تقنية الذكاء الاصطناعي كان الفيلم الصامت الألماني «Metropolis» عام ١٩٢٧م. إذ صور الفيلم العالم في المستقبل بنظرة ديستوبية «Dystopian»، أي حالة مجتمعية بائسة تنعدم فيها العدالة ومحرومة من المنطق وتسيطر عليها الآلات.
ازدهر في ثمانينيات القرن العشرين طرح مواضيع الذكاء الاصطناعي وما زالت مستمرة إلى الآن. ولكن تم طرحها في الأفلام والأنيمي بأساليب وثيمات مختلفة. غالبيتها كانت تحذر من هيمنة وتحكم الذكاء الاصطناعي على الإنسان، إلى درجة أن بعض الأفلام أظهرت هيمنة مطلقة بشكل أصبح الإنسان فيها لا قيمة له.
هذه بعض الأمثلة:
فيلم المخرج ستانلي كوبريك «2001 :A Space Odyssey»، كان من ضمن قصصه، تطور للبشر في عالم الفضاء، ولكن كمبيوترًا ذكيًا يخرج عن سيطرة الإنسان.
فيلم «The Matrix»، بجميع أجزائه طرح بطريقة جاذبة، عالمًا سوداويًا مستقبليًا تتحكم فيه آلات بالأرض، ويصبح الإنسان فيه مجرد «بطاريات».
فيلم «The Terminator»، عدة أجزاء كأفلام وأيضًا كمسلسلات، يصور عالمًا مستقبليًا تتحكم فيه الآلات بعد تطويرها من قبل الإنسان، ومحاولات للسفر عبر الزمن لإخماد هذه السيطرة من مهدها.
مسلسل «Black Mirror»، الثيمة الرئيسية له أنه يركز على تصارع حتمي للبشر مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي.
على الجانب الآخر، بعض الأفلام أظهرت الذكاء الاصطناعي كتقنية تساعد البشر في تحقيق الأحلام والمستحيل. أفلام مثل «Bicentennial Man» و«A. I. Artificial Intelligence». قلة من الأفلام والمسلسلات طرحت الذكاء الاصطناعي بشكل كوميدي أو دراما خفيفة، مثل: «Her» و«Free guy» والأنيمي «Wall E».
الآن، تجري اعتراضات ومناوشات في هوليوود بسبب تغلغل الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام نفسها، والأثر في الاستبدال والتقليص من فرص العمل والإنتاجية للعاملين من البشر. أكبرها كانت احتجاجات كتاب القصص والسيناريو، حيث بإمكان الذكاء الاصطناعي كتابة فيلم كامل في سويعات أو دقائق فقط، بل ويكتب السيناريو بشكل كامل.
على الصعيد الآخر، شركة منتجة ضخمة مثل ديزني، بدأت منذ عام ٢٠٢٢م بالاعتماد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في كتابة أعمالها.
إحدى أهم ظواهر استخدام الذكاء الاصطناعي في منصة مثل نتفليكس، هي عندما تأتي ترشيحات لأفلام ومسلسلات قريبة في نوعها مما شاهده المشاهد مسبقًا، برسالة «You may also like» ويبقى المستقبل القريب في دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام «بحد ذاته» صعبًا تكهنه.
مقولة من فيلم المنهي «The Terminator»: «إذا كانت الآلة «المنهي» قادرة على تعلم قيمة الحياة البشرية، فربما نستطيع ذلك أيضًا».
أخيرًا، هذه المقالة لم يستخدم كاتبها، الذكاء الاصطناعي!