سوليوود «خاص»
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة في تطوير المجالات والوظائف في قطاع صناعة الأفلام، ولعل أبرز الوظائف المستحدثة في القطاع السينمائي كانت وظيفة اختصاصي تقنيات الشبكات العصبية، الذي يستخدم الشبكات العصبية الصناعية من أجل معالجة وتحليل البيانات الخاصة بالجمهور. كما يكون صاحب الدور الرئيس في عمليات خلق تأثيرات بصرية معقدة في أفلام المستقبل والخيال العلمي. ويعول عليه صناع الأفلام بشكل كبير لإعداد خطط التسويق الممنهجة للأعمال، وتوقع استنتاجات حول نجاح الأفلام جماهيريًا من خلال اعتماده على الخوارزميات التي تحاكي الدماغ البشري؛ لكن بشكل أسرع وأدق.
مهام وأدوات
يعتمد صاحب هذه المهمة خلال رحلة عمله في إعداد وتجهيز الأفلام على برامج الذكاء الاصطناعي؛ إذ يقوم بتحليل البيانات عن طريق عمليات التعلم الآلي، ويستخدم عُقدًا متجانسة في بنية مكونة من طبقات تحاكي بشكل كبير مخ الإنسان؛ فهو يُنشئ نموذجًا تعتمد عليه أجهزة الكمبيوتر للمساهمة في عمليات التجديد والتحسين المتواصل؛ إذ تصبح تلك الشبكات العصبية الاصطناعية هي السبيل الأسرع والأدق في إنهاء الأزمات المعقدة خلال معالجة البيانات الضخمة، ومنها: التعرف على الوجوه وتحليلها، وكشف السمات المميزة لها، بحرفية وجودة فريدة، وتجهيز المستندات، وإعادة تسمية الصور، والإشراف العام على المحتوى بدقة وسرعة عالية.
رفع إيرادات الأفلام
يعول على متخصص تقنيات الشبكات العصبية، جزء كبير من خطط التسويق الممنهجة للأعمال المطروحة من قبل شركات الإنتاج، والتي تساهم في رفع إيرادات الأعمال في شباك التذاكر، وذلك عن طريق تحليله للبيانات السلوكية للشرائح والجمهور المستهدف وتوقع استنتاجات بدقة باهرة من خلال الخوارزميات التي تقوم بتقليد نشاط العقل البشري؛ لكن بشكل أسرع وأدق بكثير.
كما أنه يساهم في تحقيق انتشار واسع للأعمال عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة؛ معتمدًا في ذلك على نظام التسويق الآلي، الذي يقوم بجمع وتحليل بيانات المستخدمين لهذه المنصات والأفلام المفضلة لديهم، ويقدم توصيات وعروضًا لهم حول الأعمال التي يسوق لها لتكون ملائمة لتطلعاتهم في السينما. علاوة على أن صاحب هذه الوظيفة يستخدم الشبكات العصبية في إعداد قوائم توصيات تضم كل ما يرغب فيها المستخدم وينتظره من الأعمال التي يسوق لها، وذلك عبر برامج البحث المتنوعة بناءً على تفضيلات وردود أفعال سابقة للجمهور المستهدف.
وبجانب ذلك، فهو يكون مسؤولاً أيضًا عن إعداد دراسة الجدوى والخطط المالية لإنتاج الأفلام بداية من مرحلة التصوير حتى طرحها بالأسواق؛ إذ يستخدم تقنيات وبرامج تحليل ذكاء الأعمال لتوليد المعلومات التنبؤية المرغوب فيها.
ممثلون افتراضيون
تساعد شبكات التعلم الآلي العميق، التي تعد محور عمل صاحب هذه الوظيفة السينمائية، في السماح لأجهزة الحاسوب بجمع البيانات النصية والوثائق لدى NLP، الذي يستخدم خلال الاعتماد على الممثلين الافتراضيين في بعض المشاهد الخاصة بأفلام الواقع والمعزز. هؤلاء الممثلون الآليون الذين أصبحوا أصحاب أدوار كبرى في الأفلام، وبدلاء لممثلي الدوبلير الحقيقيين في المشاهد الخطرة.
ويقوم أيضًا بخلق تأثيرات بصرية معقدة في أفلام المستقبل والخيال العلمي، من خلال عمليات فنية تتمثل في مزج طبقات خفية عديدة مع ملايين العصبونات الاصطناعية المتجانسة بعضها مع بعض، ما يسمح لها بتعيين المدخلات والمخرجات المطلوبة لخلق هذه التأثيرات المعقدة، وأتمتة البيانات الضخمة إلى بسيطة يسهل التعامل معها عن طريق برامج التعلم الآلي العميق.
مؤهلات وخبرات
نظرًا لأن مهمة خبير تقنيات الشبكات العصبية، تعد من الوظائف السينمائية التي طرأت على المجال مؤخرًا، مع ثورة الذكاء الاصطناعي؛ فإن صاحبه لا يدرس تخصصًا أكاديميًا معينًا، بل إنه يعتمد على ورش العمل وكورسات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لاكتساب خبرته ومهاراته بالوظيفة، بجانب أنه يكون شغوفًا بمجال السينما، ولديه باع طويل في مجال صناعة الأفلام، ويمتلك مهارات التواصل مع فريق العمل.