طارق البحار
منذ وفاة زوجته، قام فيكتور بتربية ابنته أنجيلا بمفرده. ولكن عندما تختفي أنجيلا وصديقتها كاثرين في الغابة، لتعودا بعد 3 أيام دون أن تتذكرا ما حدث لهما، فإن ذلك يطلق العنان لسلسلة من الأحداث التي ستجبر فيكتور على مواجهة الشر. هكذا يتم تقديم الجزء الجديد من فيلم THE EXORCIST: BELIEVER، أو «طارد الأرواح الجديد» الذي شاهدته لكم هذا الأسبوع في شاشة السينما، وكأنه مقدمة لاحتفالات «الهالوين» القادمة مع نهاية الشهر الجاري حول العالم.
يأتي الفيلم الجديد في إطار خطة «يونيفرسال بيكتشرز» التي أعلنت منذ عامين تخصيص 400 مليون دولار لإنتاج ثلاثية جديدة من أفلام طاردي الأرواح، مع التخطيط لسلسلة تلفزيونية ستعرض على إحدى محطات البث الرقمي.
ويعد فيلم «The Exorcist» عام 1973، هو من أبرز أفلام الرعب في تاريخ السينما، وفاز بجائزتي أوسكار هما جائزة «أفضل سيناريو» و«أفضل صوت»، إلى جانب انضمامه لقائمة «IMDB» لأهم 250 فيلمًا في تاريخ السينما واحتل المركز الـ229.
وشهد «The Exorcist» العديد من الأزمات والمواقف الغريبة وقت عرض الفيلم تجاريًا منها ذعر الجمهور بالسينما، وأغمي على العديد من السيدات، حتى إن أكثرهم قرر المغادرة من دور العرض ورفضوا الدخول مرة أخرى؛ نظرًا لقصة الفيلم التي تمحورت حول تجسد الشيطان داخل طفلة. ووصف العديد الفيلم بأنه حقيقي للغاية في تفاصيله والأكثر رعبًا على الإطلاق.
لكن الأخبار السيئة هي أن الفيلم في الجزء الجديد THE EXORCIST: BELIEVER تم تقديمه بصورة مبالغة أكثر من اللازم فهي تكملة جدًا مملة. وعلى الرغم من تصنيف R، فإن الفيلم مليء بالمخاوف السلبية والخوف من «الظلال» التي لا تزال تعتمد على الخوف الكبير الذي شاهدناه في الفيلم الأصلي، استنادًا إلى أكثر الكتب مبيعًا من قبل «ويليام بيتر بلاتي»، الذي فاز بجائزة الأوسكار عن سيناريو الفيلم.
بعد ما يقرب من 50 عامًا من ظهور فيلم «طارد الأرواح الشريرة» لويليام فريدكين الناجح على مستوى الأوسكار وأنتج بإثارة يتردد صداها معنا حتى يومنا هذا، فإن التكملة المباشرة THE EXORCIST: BELIEVER هي ضربة قاضية رديئة لا طعم لها، وغير ملهمة ورديئة، من تسلسل طرد الأرواح الشريرة والممل إلى التصوير السينمائي الغامض، إلى عودة شخصية أيقونية يتم إعطاؤها قصة هجومية فظيعة وحدودية للغاية.
المخرج ديفيد جوردون جرين «الذي شارك في كتابة السيناريو مع بيتر ساتلر»، هو مخرج موهوب قام بعمل رائع في«Halloween»، وفيه أعاد النجمة «جيمي لي كورتيس» للواجهة مجددًا. كان الأمل هنا هو أن يفعل جرين الشيء نفسه مع «طارد الأرواح الشريرة»، إذ إنه لا يفعل شيئًا جديدًا أو أصليًا، أو لا ينسى القصة القديمة. ويحتوي هذا الفيلم على ضعف طرد الأرواح الشريرة، ولكن حوالي 10% من قيمة الرعب الأصلي، مع فوضى في فوضى.
في مقدمة مصورة جيدًا تدور أحداثها في هايتي العام 2010، كان المصور الأميركي فيكتور فيلدينج «ليزلي أودوم جونيور» مع زوجته الحامل سورين «تريسي جريفز» عندما ضرب زلزال مدمر، ما أدى إلى إصابة سورين بجروح خطيرة وتعريض حياة الطفل للخطر.
فيكتور هو أب مفرط في الحماية يصر على اصطحاب أنجيلا بعد المدرسة كل يوم، ويبدو أنه يحد من أنشطتها اللامنهجية، لكنه يسمح لأنجيلا بالخروج مع صديقتها كاثرين «أوليفيا أونيل» لبضع ساعات بعد المدرسة.
بعد بعض لقطات ربما مخيفة، وتسلسل تم تنفيذه بشكل غامض مع الفتاتين في الغابة، في محاولة لاستحضار روح والدة أنجيلا الميتة، تختفي الفتيات لمدة 3 أيام قبل أن يظهرن في مزرعة على بعد حوالي 30 ميلاً. الغريب أن الفتيات يعتقدن أنهن مفقودات لبضع ساعات فقط، والأغرب أنهما بدآ في الظهور والتصرف كثيرًا كما فعل ريغان ليندا بلير في «طارد الأرواح الشريرة». ما لدينا هنا هو استحواذ مزدوج جيد من الطراز القديم.
ينتقل فيكتور فجأة من متشكك إلى مؤمن، ويأخذه سعيه لإنقاذ أنجيلا إلى كريس ماكنيل «إلين بورستين العظيمة التي تبدو مذهلة في سن 90»، الممثلة السابقة التي أصبحت خبيرة مشهورة في طرد الأرواح الشريرة، مما أثار استياء ابنتها ريغان التي اختفت منذ سنوات ولم يسمع عنها منذ ذلك الحين.
في لقطات غير عالية نشاهد التحضير لطرد الأرواح الشريرة المزدوج، لدرجة أنه يكاد يكون مضحكًا، حيث يقوم فيكتور بتجميع فريق من طاردي الأرواح الشريرة المبتدئين المنتقمين الذين يشملون والدَي كاثرين الإنجيليين «نوربرت ليو بوتز وجنيفر نيتلز» وراعيهم «رافائيل سبارج»؛ طبيب يؤمن بقوة الخل ورسم الدوائر على أرضية منزل فيكتور، واثنين من الجيران: راهبة مبتدئة سابقة تحولت إلى ممرضة «آن دود» وواعظ خمسيني «داني مكارثي»، مع وجود كاهن كاثوليكيا «E.J. Bonilla» يقرر في اللحظة الأخيرة الانضمام إلى الحزب، على الرغم من أن الكنيسة أوصت العائلات بتجربة العلاج بدلاً من طرد الأرواح الشريرة.
مع الممثلين الشابين اللذين يلعبان دور أنجيلا وكاثرين بمكياج يجعلهما يبدوان مثل بنات فيلم «تشاكي»، بينما يقولان أشياء سيئة بأصوات الشيطان، يستمر الفيلم الجديد قبل أن ينتهي برحمة ببعض التقلبات، واحدة تشعر بأنها غير مكتسبة خصوصًا.
ما جعل THE EXORCIST مخيفًا ودائمًا لم يكن مفاهيمه عن الإيمان أو عدم وجوده، ولكن شخصياته الأصيلة التي تتصارع مع القضايا ذات الصلة أثناء مغامرتها أكثر في هاوية الشر المظلمة. لا يقضي THE EXORCIST: BELIEVER وقتًا كافيًا مع أي من شخصياته، وبدلاً من ذلك يندفع عبر جميع الإيقاعات المطلوبة حتى يتلاشى؛ ثم إن تعليقاته الجريئة والساخرة وصوره الفعالة في بعض الأحيان تضيع في المراوغة، وفي الغالب إنه فيلم مخيف وبلا روح، وإنتاج «سيئ» للسلسلة الأكثر رعبًا للأسف.