سوليوود «متابعات»
اعتبر المخرج الأميركي «مارتن سكورسيزي» أن صناعة السينما في «هوليوود» على مشارف الانتهاء، إن لم تكن قد انتهت فعلاً، بسبب أفلام الترفيه والمؤثرات البصرية.
جاء كلام سكورسيزي في لقاء مطوّل مع مجلة GQ الأميركية، ترويجًا لفيلمه الجديد «قتلة زهرة القمة»، من بطولة روبرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو المقرر عرضه في السينما في 20 أكتوبر المقبل.
وقال: «لقد انتهت صناعة السينما في هوليوود، مشيرًا إلى أن الأفلام التي تعتمد على المؤثرات والخدع البصرية، شوهت الأفلام الهوليوودية التي أخرجها سابقًا مثل فيلمي «سائق التاكسي» و«شوارع الأشرار»، واعتبر أن الصناعة التي كان جزءًا من نهضتها خلال 50 عامًا قد انتهت، تمامًا كما حدث في ستينيات القرن الماضي، حين انطلقت سينما الصوت والصورة بعد سنوات الأفلام الصامتة.
وأوضح أن الاستوديوهات الكبرى، تفضل أفلام الاستهلاك والترفيه، الأسهل تسويقًا، والتي تعتمد على أجزاء متتابعة، من دون أن تهتم بالقصص والحكايا المقتبسة من الواقع أو التاريخ الأميركي الحديث، المليئة بالعبر والمشاعر، على حد تعبيره.
كما اعتبر أن أفلام الأبطال الخارقين، والشخصيات الكرتونية، ذات الميزانيات الضخمة، والمضمون الفارغ، لم تعد تمثل سينما هوليوود، بل أصبحت صناعة هجينة غريبة عن الفن الذي اعتدنا تقديمه في السابق.
وشبّه وضع هوليوود حاليًا بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي من أجل كتابة وإخراج وتمثيل فيلم ضخم، فتكون النتيجة قصة مسروقة، وأداء ركيك، وإخراج ضعيف، والنتيجة فيلم هجين عبارة عن مجموعة من كل شيء ولا شيء أبدًا.
لكن المخرج الكبير استدرك بأن كلامه لا يعني عدم وجود مخرجين كبار ومهمين وأعمال مهمة تستحق المشاهدة والجوائز، لكنها قليلة وغير قادرة على الوقوف في وجه أمواج أفلام الاستهلاك والاستسهال.
وعاد سكورسيزي بذاكرته إلى إشكال مع المنتج السينمائي هارفي وينشتاين، بشأن ميزانية فيلم «عصابات نيويورك»، الذي أخرجه عام 2002، فأكد أنه لو تكررت معه الحادثة وإصرار المنتج على التدخل بالميزانية، لكان غادر هوليوود وانتهت رحلته فيها منذ سنوات.
وتذكر أيضًا رفضه أن تقوم شركة «وورنر براذرز» بإنتاج جزء جديد لفيلمه «الراحلون The Departed» الذي أخرجه عام 2006، وأصبح الفيلم الوحيد في مسيرته الفنية الطويلة، الذي نال عنه جائزة أوسكار أفضل إخراج.